قوله : { حتى إِذَآ } «حَتَّى »{[33108]} هذه إمّا حرف ابتداء{[33109]} والجملة الشرطية بعدها غاية لما قبلها ، وإذا الثانية{[33110]} فجائية ، وهي جواب الشرط ، وإمّا حرف جر عند بعضهم{[33111]} ، وتقدّم تحقيقه . وقال الحوفي : «حَتَّى » غاية ، وهي عاطفة ، و «إذَا » ظرف مضاف لما بعده فيه معنى الشرط ، و «إذَا » الثانية في موضع جواب الأولى ، ومعنى الكلام عامل في «إذَا » ، والمعنى : جأروا ، والعامل في الثانية «أَخَذْنَا »{[33112]} . وهو كلام لا يظهر{[33113]} .
وقال ابن عطية : و «حَتَّى » حرف ابتداء لا غير ، و «إذا »{[33114]} الثانية - ( التي هي جواب ){[33115]} - تمنعان من أن تكون «حَتَّى » غاية ل «عَامِلُونَ »{[33116]} . قال شهاب الدين : يعني أنّ الجملة الشرطية وجوابها لا يظهر أن تكون غاية ل «عَامِلُونَ »{[33117]} .
وظاهر كلام مكّي أنها غاية ل «عَامِلُونَ » ، فإنه قال : أي : لكفار قريش أعمال من الشر دون أعمال أهل البرّ { هُمْ لَهَا عَامِلُونَ } إلى أن يأخذ الله أهل النعمة والبطر منهم إذا هم يضجون{[33118]} . والجُؤار : الصراخ مطلقاً{[33119]} ، وأنشد الجوهري{[33120]} :
يُرَاوِحُ{[33121]} مِنْ صَلَوَاتِ المَلِي *** ك طَوْراً{[33122]} سُجُوداً وطَوْراً جُؤَارَا{[33123]}
وتقدّم مستوفى في النحل{[33124]} .
قال الزمخشري : «حَتَّى » هذه هي التي يبتدأ بعدها الكلام ، والكلام الجملة الشرطية {[33125]} .
واعلم أن الضمير في «مُتْرفِيهِم » راجع إلى من تقدّم ذكره من الكفار ، لأنّ العذاب لا يليق إلا بهم{[33126]} . والمراد بالمُترفين : رؤساؤهم . قال ابن عباس : هو السيف يوم بدر{[33127]} .
وقال الضحاك : يعني الجوع حين دعا عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : «اللهُّم اشْدُدْ وَطْأَتَك على مُضَر واجْعَلْهَا عليهم سِنِينَ كَسِني يُوسُف »{[33128]} فابتلاهم الله بالقحط حتى أكلوا الكلاب والجِيفَ{[33129]} . وقيل : أراد عذاب الآخرة{[33130]} . ثم بيّن تعالى أنّهم إذا نزل بهم هذا «يَجْأَرُونَ » أي : ترتفع أصواتهم بالاستغاثة والضجيج لشدة مَا نَالَهُم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.