النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{وَقَالَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡعِلۡمَ وَٱلۡإِيمَٰنَ لَقَدۡ لَبِثۡتُمۡ فِي كِتَٰبِ ٱللَّهِ إِلَىٰ يَوۡمِ ٱلۡبَعۡثِۖ فَهَٰذَا يَوۡمُ ٱلۡبَعۡثِ وَلَٰكِنَّكُمۡ كُنتُمۡ لَا تَعۡلَمُونَ} (56)

قوله : { وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ } فيهم وجهان :

أحدهما : أنهم الملائكة ، قاله الكلبي .

الثاني : أهل الكتاب .

{ وَالإِيمَانَ } يحتمل وجهين :

أحدهما : الإيمان بالكتاب المتقدم من غير تحريف له ولا تبديل فيه .

الثاني : الإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم .

{ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِلَى يَوْمِ الْبَعْثِ } فيه ثلاثة أوجه :

أحدها : لقد لبثتم في علم الله ، قاله الفراء .

الثاني : لقد لبثتم بما بيانه في كتاب الله ، قاله ابن عيسى .

الثالث : أن في الكلام تقديماً وتأخيراً تقديره : { وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ } في كتاب الله والإيمان { لَقَدْ لَبِثْتُم إِلَى يَوْمِ الْبَعْثِ } قاله قتادة .

وفي { لَبِثْتُمْ } قولان :

أحدهما : لبثوا في قبورهم .

الثاني : في الدنيا أحياء وفي قبورهم أموات .

{ فَهَذَا يَوْمُ الْبَعْثِ } يعني الذي كذبتم به في الدنيا .

{ وَلكِنَّكُمْ كِنْتُم لاَ تَعْلَمُونَ } أي لا تعلمون في الدنيا أن البعث حق وقد علمتم الآن أنه حق .