النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{وَكَمۡ أَهۡلَكۡنَا قَبۡلَهُم مِّن قَرۡنٍ هُمۡ أَشَدُّ مِنۡهُم بَطۡشٗا فَنَقَّبُواْ فِي ٱلۡبِلَٰدِ هَلۡ مِن مَّحِيصٍ} (36)

قوله عز وجل : { فَنَقَّبُوا فِي البِلاَدِ } فيه أربعة أوجه :

أحدها : أثروا في البلاد ، قاله ابن عباس .

الثاني : أنهم ملكوا في البلاد ، قاله الحسن .

الثالث : ساروا في البلاد وطوفوا ، قاله قتادة ، ومنه قول امرئ القيس :

وقد نقبت في الآفاق حتى *** رضيت من الغنيمة بالإياب

الرابع : أنهم اتخذوا فيها طرقاً ومسالك ، قاله ابن جريج .

ويحتمل خامساً : أنه اتخاذ الحصون والقلاع .

{ هَل مِن محِيصٍ } فيه ثلاثة أوجه :

أحدها : هل من منجٍ من الموت ، قاله ابن زيد .

الثاني : هل من مهرب ، قال معمر عن قتادة : حاص أعداء الله فوجدوا أمر الله تعالى لهم مدركاً .

الثالث : هل من مانع ؟ قال سعيد عن قتادة : حاص الفجرة ، فوجدوا أمر الله منيعاً .