النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{إِذَآ أُلۡقُواْ فِيهَا سَمِعُواْ لَهَا شَهِيقٗا وَهِيَ تَفُورُ} (7)

{ إذا أُلقُوا فيها } يعني الكفار ألقوا في جهنم .

{ سمعوا لها شهيقاً } فيه قولان :

أحدهما : أن الشهيق من الكفار عند إلقائهم في النار .

الثاني : أن الشهيق لجهنم عند إلقاء الكفار فيها ، قال ابن عباس : تشهق إليهم شهقة البغلة للشعير ، ثم تزفر زفرة لا يبقى أحد إلا خاف .

وفي الشهيق ثلاثة أوجه :

أحدها : أن الشهيق في الصدور ، قاله الربيع بن أنس .

الثاني : أنه الصياح ، قاله ابن جريج .

الثالث : أن الشهيق هو آخر نهيق الحمار{[3030]} ، والزفير مثل أول نهيق الحمار ، وقيل إن الزفير من الحلق ، والشهيق من الصدر .

{ وهي تفورُ } أي تغلي ، ومنه قول الشاعر{[3031]} :

تركتم قِدْرَكم لا شيءَ فيها *** وقِدْرُ القوم حاميةٌ تفورُ


[3030]:القول الثالث عبارته مضطربة وقد صوبناها من تفسير القرطبي وهذا القول منسوب إلى الضحاك ومقاتل. انظر تفسير القرطبي 9/ 98.
[3031]:هو حسان بن ثابت.