والمعنى لكل من كفر بالله من الشياطين وغيرهم عذاب جهنم ؛ ليبين أن الشياطين المرجومين مخصوصون بذلك ، ثم إنه - تعالى - وصف ذلك العذاب بصفات ، أولها قوله تعالى : { إِذَآ أُلْقُواْ فِيهَا سَمِعُواْ لَهَا شَهِيقاً } يعني الكفار { إِذَآ أُلْقُواْ } طرحوا كما يطرح الحطب في النار العظيمة { سَمِعُواْ لَهَا شَهِيقاً } أي : صوتاً .
قال ابن عباس : الشَّهيق لجهنم عند إلقاء الكُفار فيها كشهيق البغلةِ للشعير{[57370]} .
وقال عطاءٌ : الشَّهيق من الكُفَّار عند إلقائهم في النار{[57371]} .
وقال مقاتلٌ : سمعُوا لجهنم شهيقاً{[57372]} .
قال ابن الخطيب{[57373]} : ولعل المراد تشبيه صوت لهبِ النَّار بالشهيق ، وهو كصوت الحمار .
وقال المبرد : هو - والله أعلم - تنفس كتنفس التغيُّظ .
قال الزجاجُ{[57374]} : سمع الكُفَّار للنار شهيقاً ، وهو أقبح الأصوات .
وقيل : سمعوا من أنفسهم شهيقاً كقوله تعالى : { لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ }[ هود : 106 ] .
قوله : «لَهَا » متعلق بمحذوف على أنه حال من «شَهيقاً » لأنه في الأصل صفته ، ويجوز أن يكون على حذف مضاف ، أي : سمعوا لأهلها ، وهي تَفُور : جملة حالية .
قال القرطبيُّ{[57375]} : «والشهيق في الصدر ، والزفير في الحلق ، وقد مضى في سورة هود » .
وقوله : { وَهِيَ تَفُورُ } . أي : تغلي ؛ ومنه قول حسَّان : [ الوافر ]
تَرَكْتُمْ قِدْركُمْ لا شيءَ فِيهَا*** وقِدْرُ القَوْمِ حَامِيَةٌ تَفورُ{[57376]}
قال مجاهد : تفور كما يفور الحب القليل في الماء الكثير{[57377]} .
وقال ابن عباس : تغلي بهم على المراجل ، وهذا من شدّة لهب النار من شدّة الغضب كما تقول : فلان يفور غيظاً{[57378]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.