النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{قَالَ مُوسَىٰ لِقَوۡمِهِ ٱسۡتَعِينُواْ بِٱللَّهِ وَٱصۡبِرُوٓاْۖ إِنَّ ٱلۡأَرۡضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَآءُ مِنۡ عِبَادِهِۦۖ وَٱلۡعَٰقِبَةُ لِلۡمُتَّقِينَ} (128)

قوله عز وجل : { قَالَ مُوسَى لِقَومِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُواْ } يحتمل وجهين :

أحدهما : أنه أمرهم بذلك تسلية لهم من وعيد فرعون كما يقول من نالته شدة : استعنت بالله .

والثاني : أنه موعد منه بأن الله سيعينهم على فرعون إن استعانوا به .

ثم قال : { وَاصْبِرُواْ } يحتمل وجهين :

أحدهما : واصبروا على ما أنتم فيه من الشدة طمعاً في ثواب الله .

والثاني : أنه أمرهم بالصبر انتظاراً لنصر الله .

{ إنَّ الأَرْض لِلَّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ } فيه وجهان :

أحدهما : أنه قال ذلك تسلية لقومه في أن الدنيا لا تبقي على أحد فتبقي على فرعون لأنها تنتقل من قوم إلى قوم .

والثاني : أنه أشعرهم بذلك أن الله يورثهم أرض فرعون .

{ وَالْعَاقِبَةُ لِلمُتَّقِينَ } يحتمل وجهين :

أحدهما : يريد في الآخرة بالثواب .

والثاني : في الدنيا بالنصر .