الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{قَالَ مُوسَىٰ لِقَوۡمِهِ ٱسۡتَعِينُواْ بِٱللَّهِ وَٱصۡبِرُوٓاْۖ إِنَّ ٱلۡأَرۡضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَآءُ مِنۡ عِبَادِهِۦۖ وَٱلۡعَٰقِبَةُ لِلۡمُتَّقِينَ} (128)

قوله : { قال موسى لقومه استعينوا بالله }[ 128 ] ، الآية .

والمعنى : أن موسى ( عليه السلام{[24830]} ) ، قال لقومه لما{[24831]} قال فرعون لقومه : { سنقتل أبناءهم ونستحيي نساءهم } : { استعينوا بالله } ، على فرعون وقومه ، { واصبروا } على ما نالكم من المكاره في أنفسكم وأبنائكم . وكان قد اتبع موسى ، ( عليه السلام{[24832]} ) من بني إسرائيل ست مائة ألف{[24833]} ، غير السحرة{[24834]} .

ثم/قال لهم موسى ، ( عليه السلام{[24835]} ) : { إن الارض لله يورثها من يشاء }[ 128 ] ، أي : لعلكم إن صبرتم ، ترثون{[24836]} أرضه ، فإن الأرض لله{[24837]} ، { والعاقبة للمتقين }[ 128 ] ، أي : العاقبة المحمودة لمن اتقى الله وراقبه{[24838]} .

{ من عباده }[ 128 ] ، [ وقف ]{[24839]} .

وهذا يدل على أن ابن آدم غير مستطيع لشيء إلا بعون الله ، ( تعالى ، له{[24840]} ) . وهو مذهب أهل السنة . ومثله : { إياك نعبد وإياك نستعين{[24841]} } ، وله [ في{[24842]} ] القرآن نظائر كثيرة ، تدل على أن الإنسان غير مستطيع لفعل شيء إلا بعون الله ( جلت عظمته{[24843]} ) له عليه . وعونه ( سبحانه{[24844]} ) إما أن يكون توفيقا لمؤمن ، أو خذلانا لكافر{[24845]} .


[24830]:ما بين الهلالين ساقط من ج. وفي ر: رمز: صم صلى الله عليه وسلم.
[24831]:من قوله: لما قال، إلى: نساءهم، لحق في ج، طمست بعض كلماته بفعل الأرضة.
[24832]:ما بين الهلالين ساقط من ج. وفي ر: رمز: صم صلى الله عليه وسلم.
[24833]:وهو قول ابن عباس في جامع البيان 13/42، وتفسير الخازن 2/120.
[24834]:جامع البيان 13/42، بتصرف يسير.
[24835]:ما بين الهلالين ساقط من ج، وفي ر: رمز: صم صلى الله عليه وسلم.
[24836]:في ج: "توَرَّثون"، مضبوطة بالحركات.
[24837]:جامع البيان 13/42، بتصرف.
[24838]:جامع البيان 13/43، وتمام نصه: "فخافه باجتناب معاصيه، وأدى فرائضه". وبشأن "العاقبة"، انظر تفسير الماوردي 2/249، والبحر المحيط 4/367. وفي تفسير القرطبي 7/168. "وعاقبة كل شيء: آخره. ولكنها إذا أطلقت فقيل: العاقبة لفلان فُهم منه في العرف: الخير".
[24839]:زيادة من "ج" و"ر" وهو وقف صالح في القطع والائتناف 340. وكاف في المكتفى 275، والمقصد 150. وحسن في منار الهدى 150.
[24840]:ما بين الهلالين ساقط من ج.
[24841]:الفاتحة: آية 4.
[24842]:زيادة من "ج" و"ر".
[24843]:ما بين الهلالين ساقط من ج.
[24844]:ما بين الهلالين ساقط من ج.
[24845]:انظر: الإبانة للأشعري 185: مسألة في الاستطاعة.