تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{قَالَ مُوسَىٰ لِقَوۡمِهِ ٱسۡتَعِينُواْ بِٱللَّهِ وَٱصۡبِرُوٓاْۖ إِنَّ ٱلۡأَرۡضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَآءُ مِنۡ عِبَادِهِۦۖ وَٱلۡعَٰقِبَةُ لِلۡمُتَّقِينَ} (128)

الآية 128 وقوله تعالى : { استعينوا بالله واصبروا } يحتمل قوله تعالى : { استعينوا } على أداء طاعته { واصبروا } ربما تتقربون به إلى الله ويكون لكم{[8829]} زلفى لديه . أو أن يقول{[8830]}لهم : { استعينوا بالله } للنصر{[8831]} لكم والظفر { واصبروا } على أذاهم والبلاء .

[ وقوله تعالى ]{[8832]} : { إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده } يحتمل هذا وجهين : يحتمل أن يخرج ذلك من موسى مخرج الوعد لهم بالنصر والظفر على الأعداء وجعل الأرض لهم من بعد إهلاك العدوّ . وهو كما ذكرنا في موضع آخر : { ونريد أن نمّن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين } [ القصص : 5 ] .

ويحتمل أن يخرج ذلك منه مخرج التصبير على الرضا بقضاء الله تعالى أن الأرض له ، يصيّرها لمن يشاء ، فاصبروا أنتم على البلايا ، وارضوا بقضائه .

[ وقوله تعالى ]{[8833]} : { والعاقبة للمتقين } [ قال الحسن ]{[8834]} أي الآخرة للمتقين خاصة ، وأما الدنيا فإنها بالشركة بين أهل الكفر وأهل الإسلام ؛ يكون لهؤلاء ما لأولئك . وأما الآخرة فليست للكفار ، إنما هي للمؤمنين خاصة . وهو ما ذكر في آية أخرى : { ولولا أن يكون الناس أمة واحدة لجعلنا لمن يكفر بالرحمن } الآية [ الزخرف : 33 ] فعلى ذلك هذا ، والله أعلم .

وقال غيره : { والعاقبة للمتقين } أي عاقبة الأمر بالنصر والظفر للمتقين على أعدائهم ، وإن كان في الوقعة{[8835]} الأولى عليهم .


[8829]:في الأصل وم: لهم.
[8830]:في الأصل وم: يقولوا.
[8831]:في الأصل وم: بانصر.
[8832]:ساقطة من الأصل وم.
[8833]:ساقطة من الأصل وم.
[8834]:من م، ساقطة من الأصل.
[8835]:من م، في الأصل: الدفعة.