الآية 128 وقوله تعالى : { استعينوا بالله واصبروا } يحتمل قوله تعالى : { استعينوا } على أداء طاعته { واصبروا } ربما تتقربون به إلى الله ويكون لكم{[8829]} زلفى لديه . أو أن يقول{[8830]}لهم : { استعينوا بالله } للنصر{[8831]} لكم والظفر { واصبروا } على أذاهم والبلاء .
[ وقوله تعالى ]{[8832]} : { إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده } يحتمل هذا وجهين : يحتمل أن يخرج ذلك من موسى مخرج الوعد لهم بالنصر والظفر على الأعداء وجعل الأرض لهم من بعد إهلاك العدوّ . وهو كما ذكرنا في موضع آخر : { ونريد أن نمّن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين } [ القصص : 5 ] .
ويحتمل أن يخرج ذلك منه مخرج التصبير على الرضا بقضاء الله تعالى أن الأرض له ، يصيّرها لمن يشاء ، فاصبروا أنتم على البلايا ، وارضوا بقضائه .
[ وقوله تعالى ]{[8833]} : { والعاقبة للمتقين } [ قال الحسن ]{[8834]} أي الآخرة للمتقين خاصة ، وأما الدنيا فإنها بالشركة بين أهل الكفر وأهل الإسلام ؛ يكون لهؤلاء ما لأولئك . وأما الآخرة فليست للكفار ، إنما هي للمؤمنين خاصة . وهو ما ذكر في آية أخرى : { ولولا أن يكون الناس أمة واحدة لجعلنا لمن يكفر بالرحمن } الآية [ الزخرف : 33 ] فعلى ذلك هذا ، والله أعلم .
وقال غيره : { والعاقبة للمتقين } أي عاقبة الأمر بالنصر والظفر للمتقين على أعدائهم ، وإن كان في الوقعة{[8835]} الأولى عليهم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.