النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{أَوۡلَىٰ لَكَ فَأَوۡلَىٰ} (34)

{ أوْلَى لك فأوْلَى * ثم أوْلَى لك فأوْلَى } حكى الكلبي ومقاتل : أن النبي صلى الله عليه وسلم لقي أبا جهل ببطحاء مكة وهو يتبختر في مشيته ، فدفع في صدره وهمزه بيده وقال :

" أوْلى لك فأولى " فقال أبو جهل :

إليك عني أوعدني يا ابن أبي كبشة ما تستطيع أنت ولا ربك الذي أرسلك شيئاً ، فنزلت هذه الآية .

وفيه وجهان :

أحدهما : وليك الشر ، قال قتادة ، وهذا وعيد على وعيد .

الثاني : ويل لك ، قالت الخنساء :

هَممْتُ بنفسي بعض الهموم *** فأوْلى لنَفْسيَ أوْلَى لها .

سأحْمِلُ نَفْسي على آلةٍ *** فإمّا عليها وإمّا لها .

الآلة : الحالة ، والآلة : السرير أيضاً الذي يحمل عليه الموتى .