النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{إِنَّ ٱلۡأَبۡرَارَ يَشۡرَبُونَ مِن كَأۡسٖ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا} (5)

{ إن الأبرار يَشْربونَ } في الأبرار قولان :

أحدهما : أنهم الصادقون ، قاله الكلبي .

الثاني : المطيعون ، قاله مقاتل .

وفيما سُمّوا أبراراً ثلاثة أقاويل :

أحدها : سمّوا بذلك لأنهم برّوا الآباء والأبناء ، قاله ابن عمر{[3162]} .

الثاني : لأنهم كفوا الأذى ، قاله الحسن .

الثالث : لأنهم يؤدون حق الله ويوفون بالنذر ، قاله قتادة .

وقوله { مِن كأسٍ } يعني الخمر ، قال الضحاك : كل كأس في القرآن فإنما عنى به الخمر .

وفي وقوله { كان مِزاجها كافوراً } قولان :

أحدهما : أن كافوراً عين في الجنة اسمها كافور ، قاله الكلبي .

الثاني : أنه الكافور من الطيب فعلى هذا في المقصود منه في مزاج الكأس به ثلاثة أقاويل :

أحدها : برده ، قال الحسن : ببرد الكافور وطعم الزنجبيل .

الثاني : بريحه ، قاله قتادة : مزج بالكافور وختم بالمسك .

الثالث : طعمه ، قال السدي : كأن طعمه طعم الكافور .


[3162]:ذكره في حديث يرفعه وفيه: كما أن لوالدك عليك حقا كذلك فإن لولدك عليك حقا.