الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع  
{أَمۡ يَقُولُونَ نَحۡنُ جَمِيعٞ مُّنتَصِرٞ} (44)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

{أم يقولون نحن جميع منتصر} من عدونا يعني محمدا، صلى الله عليه وسلم، وأصحابه...

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

وقوله:"أمْ يَقُولُونَ نَحْنُ جَميعٌ مُنْتَصِرٌ "يقول تعالى ذكره: أيقول هؤلاء الكفار من قريش: نحن جميع منتصر ممن قصدنا بسوء ومكروه، وأراد حربنا وتفريق جمعنا. فقال الله جلّ ثناؤه: سيهزم الجمع يعني جمع كفار قريش "وَيُوَلّونَ الدّبُرَ" يقول: ويولون أدبارهم المؤمنين بالله عن انهزامهم عنه... ثم إن الله تعالى ذكره صدّق وعده المؤمنين به فهزم المشركين به من قريش يوم بدر وولوهم الدّبر... عن عكرمة أن عمر قال لما نزلت "سَيُهْزَمُ الجَمْعُ" جعلت أقول: أيّ جمع يهزم؟ فلما كان يوم بدر رأيت النبيّ صلى الله عليه وسلم يثب في الدرع ويقول: «سَيُهْزَمُ الجَمْعُ وَيُوَلّونَ الدّبُرَ».

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

أي بل تقولون {نحن جميع مُنتصِر} أي لا ينصرونكم كجمعهم هذه الآيات الثلاث على النّفي والدفع: أي ليس لهم ما يدفعون العذاب عن أنفسهم، وليس لهم ما يُنصرون به، ولا كفّارهم خير من كفار أولئك في دفع العذاب والقدرة على الانتصار، والله أعلم.

النكت و العيون للماوردي 450 هـ :

{أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ جَمِيعٌ مُّنتَصِرٌ} يعني بالعدد والعدة، وقد كان من هلك قبلهم أكثر عدداً وأقوى يداً.

المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية 542 هـ :

ثم قال تعالى لمحمد صلى الله عليه وسلم: {أم يقولون} نحن واثقون بجماعتنا منتصرون بقوتنا على جهة الإعجاب والتعاطي؟ سيهزمون، فلا ينفع جمعهم.

مفاتيح الغيب للرازي 606 هـ :

قال تعالى: {أم يقولون نحن جميع منتصر} تتميما لبيان أقسام الخلاص وحصره فيها...

.فكما نفى القسمين الأولين كذلك نفى القسم الثالث وهو التمتع بالأعوان وتحزب الإخوان.

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

والكلام بشارة للنبيء صلى الله عليه وسلم وتعريض بالنِّذارة للمشركين مبني على أنهم تحدثهم نفوسهم بذلك وأنهم لا يحسبون حالهم وحال الأمم التي سيقت إليهم قصصُها متساويةً، أي نحن منتصرون على محمد صلى الله عليه وسلم لأنه ليس رسول الله فلا يؤيده الله. و {جميع} اسم للجماعة الذين أمرهُم واحد، وليس هو بمعنى الإحاطة،والمعنى: بل أيدَّعون أنهم يغالبون محمداً صلى الله عليه وسلم وأصحابه وأنهم غالبونهم لأنهم جَميع لا يُغلبون.

تفسير الشعراوي 1419 هـ :

القرآن نزل يناقش كفار مكة ويقنعهم، فخيرهم بين هذه الثلاثة الأمور: أأنتم خير من المكذبين قبلكم الذين أهلكم الله؟ أم عندكم براءة وعهد في الكتب السابقة أن الله لن يعذبكم؟ أم أن جمعكم وكثرتكم ستغنى عنكم؟

وهذه الثلاثة مردود عليها بالنفي، فليست لكم خيرية على سابقيكم، وليست لكم براءة من العذاب، لأن الله تعالى لم يعط براءة لأحد، ولم يرخص في تكذيب رسله.