المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{وَإِنۡ أَدۡرِي لَعَلَّهُۥ فِتۡنَةٞ لَّكُمۡ وَمَتَٰعٌ إِلَىٰ حِينٖ} (111)

111- وما أدرى لعل إمهالكم وتأخير العذاب عنكم اختبار يمتحنكم الله به ، ويمتِّعكم فيه بلذائذ الحياة إلي حينٍ قدَّره الله بحسب حكمته .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{وَإِنۡ أَدۡرِي لَعَلَّهُۥ فِتۡنَةٞ لَّكُمۡ وَمَتَٰعٌ إِلَىٰ حِينٖ} (111)

وقرأ يحيى بن عامر " وإن أدريَ لعله " " وإن أدريَ أقريب " بفتح الياء فيهما وأنكر ابن مجاهد فتح هذه الياء ووجهه أبو الفتح{[8286]} ، قوله { لعله } الضمير فيه عائد على الإملاء لهم وصفح الله تعالى عن عذابهم وتمادي النعمة عليهم ، و { فتنة } معناه امتحان وابتلاء ، و «المتاع » ، ما يستمتع به مدة الحياة الدنيا .


[8286]:قال أبو الفتح في كتابه: "المحتسب": "أنكر ابن مجاهد تحريك هاتين الياءين، وظاهر الأمر لعمري كذلك، لأنها لام الفعل بمنزلة ياء أرمي وأقضي، إلا أن تحريكها بالفتح في هذين الموضعين لشبهة عرضت هناك، وليس خطأ ساذجا بحتا. وذلك أنك إذا قلت: "أدري" فلك هناك ضمير وإن كان فاعلا، فأشبه آخره مالك فيه ضمير وإن كان مضافا، مثل غلامي وداري، فلما تشابه الآخران بكونهما ياءين، وهناك أيضا للمتكلم ضميران، وهما المرفوع في (أداري) والمجرور في (غلامي) أشبه آخر (أدري) ـ لما ذكرنا ـ آخر (غلامي) ففتحت الياء في (أدري) كما تفتح في نحو (غلامي وداري). ثم أطال في بيان أوجه الشبه بين الكلمات مهما كانت تبدو لأول مرة بعيدة ليؤكد أن هناك شبها بين الياء في (أدري) والياء ي (غلامي)، ثم قال: فاعرفه معنى كالعذر أو عذرا.
 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{وَإِنۡ أَدۡرِي لَعَلَّهُۥ فِتۡنَةٞ لَّكُمۡ وَمَتَٰعٌ إِلَىٰ حِينٖ} (111)

عطف على جملة { وإن أدري أقريب أم بعيد ما توعدون } [ الأنبياء : 109 ] . والضمير الذي هو اسم ( لعلّ ) عائد إلى ما يدل عليه قوله تعالى : { أقريب أم بعيد ما توعدون } من أنه أمر منتظر الوقوع وأنه تأخر عن وجود موجِبه ، والتقدير : لعل تأخيره فتنة لكم ، أو لعل تأخير ما توعدون فتنة لكم ، أي ما أدرى حكمة هذا التأخير فلعله فتنة لكم أرادها الله ليملي لكم إذ بتأخير الوعد يزدادون في التكذيب والتولّي وذلك فتنة .

والفتنة : اختلال الأحوال المفضي إلى ما فيه مضرة .

والمتاع : ما ينتفع به مدة قليلة ، كما تقدم في قوله تعالى : { لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد متاع قليل } في [ سورة آل عمران : 196197 ] .

والحين : الزمان .