المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{أَفَتُمَٰرُونَهُۥ عَلَىٰ مَا يَرَىٰ} (12)

12- أتكذِّبون رسول الله ، فتجادلونه على ما يراه معاينة ؟ .

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{أَفَتُمَٰرُونَهُۥ عَلَىٰ مَا يَرَىٰ} (12)

قوله تعالى :{ أفتمارونه على ما يرى } قرأ حمزة والكسائي ويعقوب : ( أفتمرونه ) بفتح التاء بلا ألف ، أي : أفتجحدونه ، تقول العرب : مريت الرجل حقه إذا جحدته ، وقرأ الآخرون : ( أفتمارونه ) بالألف وضم التاء ، على معنى أفتجادلونه على ما يرى ، وذلك أنهم جادلوه حين أسري به ، فقالوا : صف لنا بيت المقدس ، وأخبرنا عن عيرنا في الطريق وغير ذلك مما جادلوه به ، والمعنى : أفتجادلونه جدالاً ترمون به دفعه عما رآه وعلمه .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{أَفَتُمَٰرُونَهُۥ عَلَىٰ مَا يَرَىٰ} (12)

قوله تعالى : { أفتمارونه } خطاب لقريش ، وهو من الصراء والمعنى أتجادلونه في شيء رآه وأبصره ، وهذه قراءة الجمهور وأهل المدينة ، وقرأ علي بن أبي طالب وابن عباس وابن مسعود وحمزة والكسائي : «أفتَمرونه » بفتح التاء دون ألف بعد الميم ، والمعنى : أفتجحدونه{[10693]} ؟ وذلك أن قريشاً لما أخبرها رسول الله صلى الله عليه وسلم بأمره في الإسراء مستقصى ، كذبوا واستخفوا حتى وصف لهم بيت المقدس وأمر عيرهم وغير ذلك مما هو في حديث الإسراء مستقصى ، ورواها سعيد عن النخعي : «أفتُمرونه » بضم التاء ، قال أبو حاتم : وذلك غلط من سعيد . وقوله : { يرى } مستقبلاً والرؤية قد مضت عبارة تعم جميع ما مضى وتشير غلى ما يمكن أن يقع بعد ، وفي هذا نظر .


[10693]:قال ابن خالويه:"الحجة لمن أثبت الألف في [أفتمارونه] أنه أراد: أفتجادلونه، من المماراة والمجادلة بالباطل، ومنه قوله صلى الله عليه وسلم:(لا تماروا بالقرآن فإن مِراء فيه كفر)، والحجة لمن حذفها أنه أراد: أفتجحدونه"، واختار أبو عبيد هذه الأخيرة،قال:"لم يماروه وإنما جحدوه"، ويقال:مريته حقه أي جحدته، قال الشاعر: لئن هجرت أخا صِدق ومكرمة لقد مريت أخا ما كان يمريكا.
 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{أَفَتُمَٰرُونَهُۥ عَلَىٰ مَا يَرَىٰ} (12)

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

اختلفت القرّاء في قراءة" أفَتُمارُونَهُ"؛ فقرأ ذلك عبد الله بن مسعود وعامة أصحابه «أفَتَمْرُونهُ» -بفتح التاء بغير ألف-، وهي قراءة عامة أهل الكوفة، ووجهّوا تأويله إلى: أفتجحدونه...

ومن قرأ "أفَتُمارُونَهُ "قال: أفتجادلونه. وقرأ ذلك عامة قرّاء المدينة ومكة والبصرة وبعض الكوفيين "أفَتُمارُونَهُ" -بضم التاء والألف-، بمعنى: أفتجادلونه.

والصواب من القول في ذلك: أنهما قراءتان معروفتان صحيحتا المعنى، وذلك أن المشركين قد جحدوا أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى ما أراه الله ليلة أُسري به وجادلوا في ذلك، فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب. وتأويل الكلام: أفتجادلون أيها المشركون محمدا على ما يرى مما أراه الله من آياته.

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

قال أبو عُبَيد: بالأولى أن يُقرأ بمعنى الجحود؛ وذلك أن المشركين إنما كان شأنهم الجحود في ما يأتيهم من الخبر السّماوي، وهو أكبر من المُماراة والمجادلة...

التبيان في تفسير القرآن للطوسي 460 هـ :

ومن قرأ "أفتمارونه " أراد أفتجادلونه وتخاصمونه مأخوذ من المراء وهو المجادلة (على ما يرى) يعني على الشيء الذي يراه.

المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية 542 هـ :

{أفتمارونه} خطاب لقريش، وهو من المراء والمعنى أتجادلونه في شيء رآه وأبصره.

روح المعاني في تفسير القرآن والسبع المثاني للآلوسي 1270 هـ :

وعبر بالمضارع استحضاراً للصورة الماضية لما فيها من الغرابة...

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

وتعدية الفعل فيهما بحرف الاستعلاء لتضمنه معنى الغلبة، أي هَبْكُم غالبتموه على عبادتكم الآلهة، وعلى الإِعراض عن سماع القرآن ونحو ذلك، أتغلبونه على ما رأى ببصره...