الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع  
{أَفَتُمَٰرُونَهُۥ عَلَىٰ مَا يَرَىٰ} (12)

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

اختلفت القرّاء في قراءة" أفَتُمارُونَهُ"؛ فقرأ ذلك عبد الله بن مسعود وعامة أصحابه «أفَتَمْرُونهُ» -بفتح التاء بغير ألف-، وهي قراءة عامة أهل الكوفة، ووجهّوا تأويله إلى: أفتجحدونه...

ومن قرأ "أفَتُمارُونَهُ "قال: أفتجادلونه. وقرأ ذلك عامة قرّاء المدينة ومكة والبصرة وبعض الكوفيين "أفَتُمارُونَهُ" -بضم التاء والألف-، بمعنى: أفتجادلونه.

والصواب من القول في ذلك: أنهما قراءتان معروفتان صحيحتا المعنى، وذلك أن المشركين قد جحدوا أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى ما أراه الله ليلة أُسري به وجادلوا في ذلك، فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب. وتأويل الكلام: أفتجادلون أيها المشركون محمدا على ما يرى مما أراه الله من آياته.

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

قال أبو عُبَيد: بالأولى أن يُقرأ بمعنى الجحود؛ وذلك أن المشركين إنما كان شأنهم الجحود في ما يأتيهم من الخبر السّماوي، وهو أكبر من المُماراة والمجادلة...

التبيان في تفسير القرآن للطوسي 460 هـ :

ومن قرأ "أفتمارونه " أراد أفتجادلونه وتخاصمونه مأخوذ من المراء وهو المجادلة (على ما يرى) يعني على الشيء الذي يراه.

المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية 542 هـ :

{أفتمارونه} خطاب لقريش، وهو من المراء والمعنى أتجادلونه في شيء رآه وأبصره.

روح المعاني في تفسير القرآن والسبع المثاني للآلوسي 1270 هـ :

وعبر بالمضارع استحضاراً للصورة الماضية لما فيها من الغرابة...

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

وتعدية الفعل فيهما بحرف الاستعلاء لتضمنه معنى الغلبة، أي هَبْكُم غالبتموه على عبادتكم الآلهة، وعلى الإِعراض عن سماع القرآن ونحو ذلك، أتغلبونه على ما رأى ببصره...