فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{أَفَتُمَٰرُونَهُۥ عَلَىٰ مَا يَرَىٰ} (12)

{ أفتمارونه على ما يرى ؟ } قرئ من المماراة وهي المجادلة والملاحاة ، وقرئ أفتمرونه ، أي أفتجحدونه ، واختار أبو عبيد الثانية قال : لأنهم لم يماروه ، وإنما جحدوه ، يقال : مراه حقه أي جحده ومريته أنا أي جحدته قال المبرد : يقال : أمراه عن حقه وعلى حقه ، إذا منعه منه ودفعه ، وقيل على بمعنى عن ، وقرئ أفتمرونه بضم التاء من أمريت أي أتريبونه وتشكون فيه ، قال جماعة من المفسرين : المعنى على الأول أفتجادلونه ؟ وذلك أنهم جادلوه حين أسري به ، فقالوا : صف لنا بيت المقدس ، أي فتجادلونه جدالا ترومون بد دفعه عما شاهده وعلمه ، وقال : ما يرى ، ولم يقل ما رأى على حكاية الحال الماضية استحضارا للحالة البعيدة في ذهن المخاطبين .