محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{أَفَتُمَٰرُونَهُۥ عَلَىٰ مَا يَرَىٰ} (12)

{ أفتمارونه على ما يرى 12 } .

{ أفتمارونه على ما يرى } أي أفتجادلونه وتلاحونه على ما يراه معاينة من رؤية الملك المنزل عليه .

قال القاشانيّ : أي أفتخاصمونه على شيء لا تفهمونه ولا يمكنكم معرفته وتصوره ، فكيف يمكنكم إقامة الحجة عليه ؟ وإنما المخاصمة حيث يمكن تصور الأمر المختلف فيه ، ثم الاحتجاج عليه بالنفي والإثبات ، فحيث لا تصور ، فلا مخاصمة حقيقة . انتهى . وذلك لأن رؤية الملك وتنزله حالة خاصة بالنبي صلى الله عليه و سلم وإخوانه الأنبياء عليهم السلام ، لا يمكن لغيرهم اكتناهها ، وإنما عليهم الإيمان بها ، والإذعان لها ، لقيام الدليل عليها . وبالجملة ، فالمراد أنه لا يصحّ المجادلة في المرئيّ ، لأنه لا يجوز الجدال في المحسوسات ، لا سيما إذا تعددت المشاهدة لها كما قال : { ولقد رآه نزلة أخرى 13 } .