قوله تعالى : { لكن الرسول والذين آمنوا معه جاهدوا بأموالهم وأنفسهم وأولئك لهم الخيرات } ، يعني : الحسنات ، وقيل : الجواري الحسان في الجنة . قال الله تعالى : { فيهن خيرات حسان } ، جمع خيرة ، وحكى عن ابن عباس : أن الخير لا يعلم معناه إلا الله كما قال جل ذكره : { فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين } [ السجدة :17 ] .
الأكثر في { لكن } أن تجيء بعد نفي ، وهو ها هنا في المعنى ، وذلك أن الآية السالفة معناها أن المنافقين لم يجاهدوا فحسن بعدها «لكن الرسول والمؤمنون جاهدوا » ، و { الخيرات } جمع خيرة وهو المستحسن من كل شيء ، وكثر استعماله في النساء ، فمن ذلك قوله عز وجل : { فيهن خيرات حسان }{[5824]} ومن ذلك قول الشاعر أنشده الطبري : [ الكامل ]
ولقد طعنت مجامع الربلات *** ربلات هند َخيرة الملكات{[5825]}
و { المفلحون } الذين أدركوا بغيتهم من الجنة ، والفلاح يأتي بمعنى إدراك البغية ، من ذلك قول لبيد : [ الرجز ]
أفلح بما شئت فقد يبلغ بالض*** عف وقد يخدع الأريب{[5826]}
ويأتي بمعنى البقاء ومن ذلك قول الشاعر : [ المنسرح ]
لكل همٍّ من الهموم سعهْ*** والمسى والصبح لا فلاح معهْ{[5827]}
قال القاضي أبو محمد : وبلوغ البغية يعم لفظة الفلاح حيث وقعت فتأمله .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.