بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{لَٰكِنِ ٱلرَّسُولُ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مَعَهُۥ جَٰهَدُواْ بِأَمۡوَٰلِهِمۡ وَأَنفُسِهِمۡۚ وَأُوْلَـٰٓئِكَ لَهُمُ ٱلۡخَيۡرَٰتُۖ وَأُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ} (88)

ثم قال عز وجل : { لكن الرسول } ، يعني : إن لم يجاهد المنافقون فالله تعالى غني عنهم ويجاهد الرسول . { والذين ءامَنُواْ مَعَهُ جاهدوا بأموالهم وَأَنفُسِهِمْ } ، يعني : إن لم تخرجوا أنتم . { وَأُوْلَئِكَ لَهُمُ الخيرات } ، يعني : الحسنات ، ويقال : زوجات حسان في الجنة . والخيرة : الزوجة ، والخيرة : الثواب . وقال القتبي والأخفش : الخيرات واحدها خيرة : وهن الفواصل .

وروى مسروق ، عن عبد الله بن مسعود أنه قال : في قوله : { وَأُوْلَئِكَ لَهُمُ الخيرات } قال : لكل مسلم خيرةٌ ولكل خيرةٌ خيمة ، ولكل خيمة أربعة أبواب ، يدخل عليها في كل يوم من الله تعالى تحفة وكرامة وهدية ، لم يكن قبل ذلك لا طمحات ولا مرحات ولا بخرات ولا دفرات { وَحُورٌ عِينٌ } [ الواقعة : 22 ] الآية . قال أهل اللغة : طمحات يعني : ناكسات رؤوسهن ، مرحات خفيفات الروح ، بخرات منتن ريح الفم ، ودفرات منتن ريح الإبط . ثم قال تعالى : { وأولئك هُمُ المفلحون } ، يعني : الناجون في الآخرة .