الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{لَٰكِنِ ٱلرَّسُولُ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مَعَهُۥ جَٰهَدُواْ بِأَمۡوَٰلِهِمۡ وَأَنفُسِهِمۡۚ وَأُوْلَـٰٓئِكَ لَهُمُ ٱلۡخَيۡرَٰتُۖ وَأُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ} (88)

قوله : { ولكن الرسول والذين آمنوا معه جاهدوا بأموالهم وأنفسهم } ، إلى قوله : { عذاب أليم }[ 88-90 ] .

المعنى : هؤلاء لهم خيرات الآخرة ونعيمها{[29448]} .

وواحد { الخيرات } [ 88 ] ، " خيرة " مخففة{[29449]} ، و " خيرات " كل شيء ، أفضله{[29450]} .

{ وأولئك هم المفلحون }[ 88 ] .

أي : الباقون في النعيم ، المخلدون فيه{[29451]} .

وأصل " الفلاح " : البقاء في الخير ، وقولهم : " حي على الفلاح " أي : تعالوا إلى الفوز ، يقال : " أفلح الرجل " ، إذا فاز وأصاب خيرا{[29452]} .


[29448]:وذلك: نساؤها، وجناتها، ونعيمها، كما في جامع البيان 14/414، وتنظر: أقوال أخرى في تفسير الماوردي 2/390، وزاد المسير 3/482، وفي الكشاف 2/285: "تتناول منافع الدارين لإطلاق اللفظ".
[29449]:في تفسير القرطبي 8/142: "والأصل: خيرة فخفف، مثل: هينة وهينة".
[29450]:انظر: مجاز القرآن 1/267، وجامع البيان 14/415.
[29451]:انظر: جامع البيان 14/415.
[29452]:انظر: مزيد بيان في الزاهر 1/38، 39، ولعل كلام مكي هاهنا منقول عنه.