فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{لَٰكِنِ ٱلرَّسُولُ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مَعَهُۥ جَٰهَدُواْ بِأَمۡوَٰلِهِمۡ وَأَنفُسِهِمۡۚ وَأُوْلَـٰٓئِكَ لَهُمُ ٱلۡخَيۡرَٰتُۖ وَأُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ} (88)

{ لكن الرسول والذي آمنوا معه جاهدوا بأموالهم وأنفسهم } المقصود من الاستدراك الإشعار بأن تخلف هؤلاء غير ضائر فإنه قد قام بفريضة الجهاد من هو خير منهم وأخلص نية كما في قوله : { فإن يكفر بها هؤلاء فقد وكلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين } وقد تقدم بيان الجهاد بالأموال والأنفس .

ثم ذكر منافع الجهاد فقال : { وأولئك لهم الخيرات } جمع خير فيشمل منافع الدنيا والدين من النصر والغنيمة والجنة والكرامة ، وقيل المراد بها النساء الحسان أي الحور ، قاله الحسن كقوله تعالى : { فيهن خيرات حسان } ومفرده معنى الفلاح والمراد بهم هنا الفائزون بالمطلوب وتكرير اسم الإشارة لتفخيم شأنهم وتعظيم أمرهم .