{ قَالَ كَلا } أي : قال الله له : لا تخف من شيء من ذلك كما قال : { قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَانًا } أي : برهانا { فَلا يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا بِآيَاتِنَا أَنْتُمَا وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغَالِبُونَ } [ القصص : 35 ] .
{ فَاذْهَبَا بِآيَاتِنَا إِنَّا مَعَكُمْ مُسْتَمِعُونَ } كما قال تعالى : { إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى } [ طه : 46 ] أي : إنني معكما بحفظي وكلاءتي ونصري وتأييدي .
وأمر موسى وهارون بخطاب لموسى فقط ، لأن هارون ليس بمكلم بإجماع ، ولكن قال لموسى «اذهبا » أي أنت وأخوك ، والآيات تعم جميع ما بعثهما الله به وأعظم ذلك العصا بها وقع العجز ، [ واليد البيضاء ]{[8912]} ، وبالآيتين تحدى موسى عليه السلام ، ولا خلاف في أن موسى عليه السلام هو الذي حمله الله أمر النبوة وكلها ، وأن هارون كان نبياً رسولاً معيناً له وزيراً ، وقوله { إنا معكم } إما على أن يجعل الاثنين جماعة ، وإما أن يريدهما ، والمبعوث إليهم وبني إسرائيل ، وقوله { مستمعون } على نحو التعظيم والجبروت التي لله تعالى ، وصيغة قوله { مستمعون } تعطي اهتبالاً بالأمر ليس في صيغة قوله «سامعون » ، وإلا فليس يصف الله تعالى بطلب الاستماع ، وإنما القصد إظهار التهمم ليعظم أنس موسى أو تكون الملائكة بأمر الله إياها تستمع .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.