مدارك التنزيل وحقائق التأويل للنسفي - النسفي  
{قَالَ كَلَّاۖ فَٱذۡهَبَا بِـَٔايَٰتِنَآۖ إِنَّا مَعَكُم مُّسۡتَمِعُونَ} (15)

وجمع له الاستجابتين معاً في قوله { قال كلاّ فاذهبا } لأنه استدفعه بلاءهم فوعده الله الدفع بردعه عن الخوف والتمس منه رسالة أخيه فأجابه بقوله { اذهبا } أي جعلته رسولاً معك فاذهبا . وعطف { فاذهبا } على الفعل الذي يدل عليه { كلا } كأنه قيل : ارتدع يا موسى عما تظن فاذهب أنت وهارون { بأياتنا } مع آياتنا وهي اليد والعصا وغير ذلك { إنّا معكم } أي معكما بالعون والنصرة ومع من أرسلتما إليه بالعلم والقدرة { مّستمعون } خبر ل «إن » و { معكم } لغو ، أو هما خبران أي سامعون ، والاستماع في غير هذا الإصغاء للسماع يقال : استمع فلان إلى حديثه أي أصغى إليه ولا يجوز حمله ههنا على ذلك فحمل على السماع