فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{قَالَ كَلَّاۖ فَٱذۡهَبَا بِـَٔايَٰتِنَآۖ إِنَّا مَعَكُم مُّسۡتَمِعُونَ} (15)

{ قَالَ كَلاَّ فاذهبا بئاياتنا } وفي ضمن هذا الجواب إجابة موسى إلى ما طلبه من ضم أخيه إليه كما يدلّ عليه توجيه الخطاب إليهما كأنه قال : ارتدع يا موسى عن ذلك ، واذهب أنت ومن استدعيته ، ولا تخف من القبط { إِنَّا مَعَكُمْ مُّسْتَمِعُونَ } ، وفي هذا تعليل للردع عن الخوف ، وهو كقوله سبحانه : { إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وأرى } [ طه : 46 ] ، وأراد بذلك سبحانه تقوية قلوبهما ، وأنه متولّ لحفظهما ، وكلاءتهما ، وأجراهما مجرى الجمع فقال : { مَّعَكُمْ } لكون الاثنين أقلّ الجمع على ما ذهب إليه بعض الأئمة ، أو لكونه أراد موسى وهارون ومن أرسلا إليه ، ويجوز أن يكون المراد هما مع بني إسرائيل ، و{ معكم } ، و{ مستمعون } خبران ، لأنّ ، أو الخبر { مستمعون } ، و { معكم } متعلق به ، ولا يخفى ما في المعية من المجاز ، لأن المصاحبة من صفات الأجسام ، فالمراد معية النصرة والمعونة .

/خ22