جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{قَالَ كَلَّاۖ فَٱذۡهَبَا بِـَٔايَٰتِنَآۖ إِنَّا مَعَكُم مُّسۡتَمِعُونَ} (15)

{ قَالَ كَلَّا } لن يقتلوك { فَاذْهَبَا } عطف على ما دل عليه كلا ، أي : ارتدع عما تظن فاذهب أنت وهارون ، وغلب الحاضر { بِآيَاتِنَا إِنَّا مَعَكُم مُّسْتَمِعُونَ{[3666]} } لما يجري بينكم ، وبين عدوكم ، فأظهركم عليه ، فلا تخف ذكر ( معكم ) بلفظ الجمع ك ( مستمعون ) للتعظيم مثل نفسه بمن حضر محضرا ليصغي إلى مقاولتهم فيمد أولياءه ، ومعكم إما حال ، أو ظرف مقدم ، أو خبر أول ،


[3666]:قوله تعالى: {إنا معكم} وليس معنى قوله {إنا معكم} أنه مختلط بالخلق فإن هذا لا توجيه اللغة، وهو خلاف ما أجمع عليه سلف الأمة، وخلاف ما فطر الله عليه الخلق، بل القمر آية من آيات الله من أصغر مخلوقاته، وهو موضوع في السماء، وهو مع المسافر وغير المسافر أينما كان، وهو سبحانه فوق العرش رقيب على خلقه مهيمن عليهم مطلع إليهم إلى غير ذلك من معنى ربوبيته، وكل هذا الكلام الذي ذكره الله من أنه فوق العرش وأنه معنا حق على حقيقته لا يحتاج إلى تحريف، ولكن يصان عن الظنون الكاذبة مثل أن يظن أن ظاهر قوله {في السماء} أن السماء تقله، أو تظله، وهذا باطل بإجماع أهل العلم والإيمان، فإن الله قد وسع كرسيه السماوات والأرض، وهو الذي يمسك السماوات والأرض أن تزولا، ويسمك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه، {ومن آياته أن تقوم السماء والأرض بأمره} [الروم: 25] /12 العقيدة الواسطية لشيخ الإسلام.