{ وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ } مستعليا بباطله ، قد غره ملكه ، وأطغاه ماله وجنوده : { يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ } أي : ألست المالك لذلك ، المتصرف فيه ، { وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي } أي : الأنهار المنسحبة من النيل ، في وسط القصور والبساتين . { أَفَلَا تُبْصِرُونَ } هذا الملك الطويل العريض ، وهذا من جهله البليغ ، حيث افتخر بأمر خارج عن ذاته ، ولم يفخر بأوصاف حميدة ، ولا أفعال سديدة .
يقول تعالى مخبرا عن فرعون وتمرده وعتوه وكفره وعناده : أنه جمع قومه ، فنادى فيهم متبجحا مفتخرا بملك مصر وتصرفه فيها : { أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الأنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي } ، قال قتادة قد كانت لهم جنان وأنهار ماء ، { أَفَلا تُبْصِرُونَ } ؟ أي : أفلا ترون ما أنا فيه من العظمة والملك ، يعني : وموسى وأتباعه {[26065]} فقراء ضعفاء . وهذا كقوله تعالى : { فَحَشَرَ فَنَادَى . فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الأعْلَى . فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الآخِرَةِ وَالأولَى } [ النازعات : 23 - 25 ] .
{ ونادى فرعون } بنفسه أو بمناديه . { في قومه } في مجمعهم أو فيما بينهم بعد كشف العذاب عنهم مخافة أن يؤمن بعضهم . { قال يا قوم أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار } أنهار النيل ومعظمها أربعة أنهر : نهر الملك ، ونهر طولون ، ونهر دمياط ، ونهر تنيس . { تجري من تحتي } تحت قصري أو أمري ، أو بين يدي في جناني والواو إما عاطفة لهذه { الأنهار } على الملك و { تجري } حال منها . أو واو حال وهذه مبتدأ و { الأنهار } صفتها و { تجري } خبرها . { أفلا تبصرون } ذلك .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.