فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَنَادَىٰ فِرۡعَوۡنُ فِي قَوۡمِهِۦ قَالَ يَٰقَوۡمِ أَلَيۡسَ لِي مُلۡكُ مِصۡرَ وَهَٰذِهِ ٱلۡأَنۡهَٰرُ تَجۡرِي مِن تَحۡتِيٓۚ أَفَلَا تُبۡصِرُونَ} (51)

{ وَنَادَى فِرْعَوْنُ } افتخارا { فِي قَوْمِهِ } قيل : لما رأى تلك الآيات خاف ميل القوم إلى موسى فجمعهم ونادى بصوته فيما بينهم ، أو أمر مناديا ينادي بقوله : { قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ } لا ينازعني فيه أحد ، ولا يخالفني فيه مخالف .

{ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي } أي والحال أن الأنهار تجري من تحت قصري ، والمراد هنا أنهار النيل ، وقال قتادة : المعنى تجري بين يدي وفي بساتيني ، قال الحسن : تجري بأمري أي تجري تحت أمري وقال الضحاك : أراد بالأنهار القواد والرؤساء والجبابرة ، وأنهم يسيرون تحت لوائه ، وقيل : أراد بالأنهار الأموال ، والأول أولى .

{ أَفَلَا تُبْصِرُونَ } ذلك وتستدلون به على قوة ملكي وعظم قدري ، وضعف موسى عن مقاومتي ، وعن الرشيد أنه لما قرأها قال : لأولينها أخس عبيدي ، فولاها الخصيب ، وكان خادمه على وضوئه ، وعن عبد الله بن طاهر أنه وليها فخرج إليها ، فلما شارفها قال : أهي القرية التي افتخر بها فرعون حتى قال { أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ } والله لهي أقل عندي من أن أدخلها فثنى عنانه .