الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَنَادَىٰ فِرۡعَوۡنُ فِي قَوۡمِهِۦ قَالَ يَٰقَوۡمِ أَلَيۡسَ لِي مُلۡكُ مِصۡرَ وَهَٰذِهِ ٱلۡأَنۡهَٰرُ تَجۡرِي مِن تَحۡتِيٓۚ أَفَلَا تُبۡصِرُونَ} (51)

ثم قال تعالى : { ونادى فرعون في قومه } الآية ، أي : ونادى فرعون في قومه من القبط{[61603]} { قال يا قوم أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي } أي : من بين يدي في الجنات .

قال قتادة : تجري من تحتي ، قال : كانت له جنات وأنهار ماء{[61604]} .

وقوله : { أفلا تبصرون } : ( معناه : أفلا تبصرون أيها ){[61605]} القوم ما أنا فيه من النعيم والملك وما فيه موسى من الفقر وَعَيِّ{[61606]} اللسان{[61607]} .

وقدره الأخفش : ( أفلا تبصرون ، أم تبصرون ){[61608]} وقدره الخليل وسيبويه : ( أفلا تبصرون ، أم أنتم بصراء{[61609]} ) .

ويكون ( أم أنا خير ) بمعنى : أم أنتم بصراء ، لأنهم{[61610]} لو قالوا له أنت خير لكانوا عنده بصراء{[61611]} .


[61603]:القبط: كلمة يونانية الأصل، معناها: سكان مصر، والأقباط من سلالة قدماء المصريين. انظر اللسان (مادة: قبط) ودائرة معارف وجدي 7/612.
[61604]:انظر جامع البيان 25/48، وجامع القرطبي 16/98، وتفسير ابن كثير 4/130.
[61605]:في طرة (ت).
[61606]:(ت): (وعن).
[61607]:والعي خلاف البيان، والعيُّ بالأمر العجز عنه انظر الصحاح (مادة: عي)، واللسان (مادة: عيا).
[61608]:انظر جامع القرطبي 16/99.
[61609]:ذكره الخليل بلفظه في كتاب الجمل في النحو 321.
[61610]:(ح): (لا أنهم).
[61611]:انظر الكتاب 1/173.