فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَنَادَىٰ فِرۡعَوۡنُ فِي قَوۡمِهِۦ قَالَ يَٰقَوۡمِ أَلَيۡسَ لِي مُلۡكُ مِصۡرَ وَهَٰذِهِ ٱلۡأَنۡهَٰرُ تَجۡرِي مِن تَحۡتِيٓۚ أَفَلَا تُبۡصِرُونَ} (51)

{ ونادى فِرْعَوْنُ في قَوْمِهِ } قيل : لما رأى تلك الآيات خاف ميل القوم إلى موسى فجمعهم ، ونادى بصوته فيما بينهم ، أو أمر منادياً ينادي بقوله : { يا قوم أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ } لا ينازعني فيه أحد ، ولا يخالفني مخالف { وهذه الأنهار تَجْرِى مِن تَحْتِي } أي : من تحت قصري ، والمراد : أنهار النيل ، وقال قتادة : المعنى تجري بين يديّ . وقال الحسن : تجري بأمري ، أي تجري تحت أمري . وقال الضحاك : أراد بالأنهار : القوّاد ، والرؤساء ، والجبابرة ، وأنهم يسيرون تحت لوائه . وقيل : أراد بالأنهار : الأموال ، والأوّل أولى . والواو في { وهذه } عاطفة على ملك مصر ، و{ تجري } في محلّ نصب على الحال ، أو هي واو الحال ، واسم الإشارة مبتدأ ، والأنهار صفة له ، وتجري خبره ، والجملة في محل نصب { أَفلاَ تُبْصِرُونَ } ذلك ، وتستدلون به على قوّة ملكي ، وعظيم قدري ، وضعف موسى عن مقاومتي .