التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز  
{وَنَادَىٰ فِرۡعَوۡنُ فِي قَوۡمِهِۦ قَالَ يَٰقَوۡمِ أَلَيۡسَ لِي مُلۡكُ مِصۡرَ وَهَٰذِهِ ٱلۡأَنۡهَٰرُ تَجۡرِي مِن تَحۡتِيٓۚ أَفَلَا تُبۡصِرُونَ} (51)

قوله تعالى { ونادى فرعون في قومه قال يا قوم أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي أفلا تبصرون 51 أم أنا خير من هذا الذي هو مهين ولا يكاد يبين 52 فلولا ألقي عليه أسورة من ذهب أو جاء معه الملائكة مقترنين 53 فاستخف قومه فأطاعوه إنهم كانوا قوما فاسقين 54 فلما آسفونا انتقمنا منهم فأغرقناهم أجمعين 55 فجعلناهم سلفا ومثلا للآخرين } .

خشي فرعون أن يشيع موسى وينتشر فيميل إليه الناس ، فبادر لجمع القوم فنادى فيهم قائلا { ياقوم أليس لي ملك مصر } قال فرعون متبجحا مستكبرا وهو يغشاه الغرور و الإنتفاش والصلف : أليست المالك لمصر ولا ينازعني في ذلك أحد { وهذه الأنهار تجري من تحتي } يريد بذلك أنهار النيل وقد أعماه الغرور والطر والاستكبار و يدل على ذلك قوله لهم { أفلا تبصرون } قال لهم ذلك موبخا مستعليا مستخفا . وهو : أفلا ترون عظمتي وقوتي و قدرتي على حكمكم و رعايتكم . أو أفلا ترون ما أنا فيه من النعيم والخيرو العز ، وما عليه موسى من الفقر والضعف وعيّ اللسان .