المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{يَوۡمَ تَرۡجُفُ ٱلرَّاجِفَةُ} (6)

5 - فالمدبرات التي تدبر الأمور وتصرفها بما أودع فيها من خصائص : لتقومن الساعة يوم تزلزل النفخة الأولى جميع الكائنات ، تتبعها النفخة الثانية التي يكون معها البعث .

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{يَوۡمَ تَرۡجُفُ ٱلرَّاجِفَةُ} (6)

قوله عز وجل :{ يوم ترجف الراجفة } يعني النفخة الأولى ، يتزلزل ويتحرك لها كل شيء ، ويموت منها جميع الخلائق .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{يَوۡمَ تَرۡجُفُ ٱلرَّاجِفَةُ} (6)

{ يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ } وهي قيام الساعة ،

 
التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{يَوۡمَ تَرۡجُفُ ٱلرَّاجِفَةُ} (6)

ثم شرع - سبحانه - فى بيان علامات القيامة وأهوالها فقال : { يَوْمَ تَرْجُفُ الراجفة . تَتْبَعُهَا الرادفة . . . } والراجفة : من الرجف وهو الاضطراب الشديد ، والحركة القوية ، لأن بسببها تضطرب الأمور ، وتختل الشئون . يقال : رجفت الأرض والجبال ، إذا اهتزت اهتزازا شديدا .

والمراد بها : ما يحدث فى هذا الكون عند النفخة الأولى التى يموت بعدها جميع الخلائق .

والمراد بالرادفة : النفخة الثانية ، التى تردف الأولى ، أى : تأتى بعدها ، وفيها يبعث الموتى بإذن الله - تعالى - ، يقال : فلان جاء ردف فلان ، إذا جاء فى أعقابه .

أى : اذكر - أيها العاقل - لتعتبر وتتعظ ، يوم ينفخ فى الصور فتضطرب الأرض وتهتز ، ويموت جميع الخلق ، ثم يتبع ذلك نفخة أخرى يبعث بعدها الموتى - بإذن الله - تعالى - .

وجملة " تتبعها الرادفة " فى محل نصب على الحال من الراجفة .

وشبيه بهاتين الآيتين قوله - تعالى - : { وَنُفِخَ فِي الصور فَصَعِقَ مَن فِي السماوات وَمَن فِي الأرض إِلاَّ مَن شَآءَ الله ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أخرى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنظُرُونَ

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{يَوۡمَ تَرۡجُفُ ٱلرَّاجِفَةُ} (6)

هذا المطلع جاء في صيغة القسم ، على أمر تصوره الآيات التالية في السورة :

يوم ترجف الراجفة . تتبعها الرادفة . قلوب يومئذ واجفة . أبصارها خاشعة . يقولون : أإنا لمردودون في الحافرة ? أإذا كنا عظاما نخرة ? قالوا : تلك إذن كرة خاسرة ! . . فإنما هي زجرة واحدة . فإذا هم بالساهرة . .

والراجفة ورد أنها الأرض استنادا إلى قوله تعالى في سورة أخرى : ( يوم ترجف الأرض والجبال ) . .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{يَوۡمَ تَرۡجُفُ ٱلرَّاجِفَةُ} (6)

وقوله : { يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ } قال ابن عباس هما النفختان الأولى والثانية . وهكذا قال مجاهد ، والحسن ، وقتادة ، والضحاك ، وغير واحد .

وعن مجاهد : أما الأولى - وهي قوله : { يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ } - فكقوله جلت عظمته : { يَوْمَ تَرْجُفُ الأرْضُ وَالْجِبَالُ } [ المزمل : 14 ] ، والثانية - وهي الرادفة - فهي كقوله : { وَحُمِلَتِ الأرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً } [ الحاقة : 14 ] .

وقد قال الإمام أحمد حدثنا وَكِيع ، حدثنا سفيان عن عبد الله بن محمد بن عقيل ، عن الطفيل بن أبي بن كعب ، عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " جاءت الراجفة ، تتبعها الرادفة ، جاء الموت بما فيه " . فقال رجل : يا رسول الله ، أرأيت إن جعلت صلاتي كلها عليك ؟ قال : " إذًا يكفيك الله ما أهَمَّك من دنياك وآخرتك " .

وقد رواه الترمذي ، وابن جرير ، وابن أبي حاتم ، من حديث سفيان الثوري ، بإسناده مثله{[29681]} ولفظ الترمذي وابن أبي حاتم : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذهب ثلث الليل قام فقال : " يا أيها الناس اذكروا الله جاءت الراجفة تتبعها الرادفة جاء الموت بما فيه " .


[29681]:- (1) المسند (5/136)، وسنن الترمذي برقم (2457)، وتفسير الطبري (30/21).
 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{يَوۡمَ تَرۡجُفُ ٱلرَّاجِفَةُ} (6)

وقوله : يَوْمَ تَرْجُفُ الرّاجِفَةُ يقول تعالى ذكره : يَوْمَ تَرْجُفُ الأرْضُ وَالجِبَالُ للنفخة الأولى تَتْبَعُهاالرّادِفَةُ تتبعها أخرى بعدها ، وهي النفخة الثانية التي رَدِفَتِ الأولى ، لبعث يوم القيامة . ذكر من قال ذلك :

حدثني عليّ ، قال : حدثنا أبو صالح ، قال : ثني معاوية ، عن عليّ ، عن ابن عباس ، قوله : يَوْمَ تَرْجُفُ الرّاجِفَةُ يقول : النفخة الأولى . وقوله : تَتْبَعُها الرّادِفَةُ يقول : النفخة الثانية .

حدثنا محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قوله يَوْمَ تَرْجُفُ الرّاجِفَةُ تَتْبَعُها الرّادِفَةُ يقول : تتبع الاَخرةُ الأولى ، والراجفة : النفخةُ الأولى ، والرادفة : النفخة الأخرة .

حدثني يعقوب ، قال : حدثنا ابن علية ، عن أبي رجاء ، عن الحسن ، قوله : يَوْمَ تَرْجُفُ الرّاجِفَةُ تَتْبَعُها الرّادِفَةُ قال : هما النفختان : أما الأولى فتَميت الأحياء ، وأما الثانية فتُحيي الموتى ثم تلا الحسن : ونُفِخَ فِي الصّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الأرْضِ إلاّ مَنْ شاءَ اللّهُ ثُمّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فإذَا هُمْ قِيامٌ يَنْظُرُونَ .

حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة يَوْمَ تَرْجُفُ الرّاجِفَةُ تَتْبَعُها الرّادِفَةُ قال : هما الصّيْحتان ، أما الأولى فتُميت كلّ شيء بإذن الله ، وأما الأخرى فتُحيي كل شيء بإذن الله إن نبيّ الله صلى الله عليه وسلم كان يقول : «بَيْنَهُما أرْبَعُونَ » قال أصحابه : والله ما زادنا على ذلك . وذُكر لنا أن نبيّ الله صلى الله عليه وسلم كان يقول : «يُبْعَثُ فِي تِلْك الأرْبَعِينَ مَطَرٌ يُقالُ لَهُ الْحَياةُ ، حتى تَطِيبَ الأرْضُ وتَهْتَزّ ، وتَنْبُتَ أجْسادُ النّاسِ نَباتَ البَقْلِ ، ثُمّ تُنْفَخُ النّفْخَةُ الثّانِيَةُ ، فإذَا هُمْ قِيامٌ يَنْظُرُونَ » .

حدثنا أبو كُرَيب ، قال : حدثنا عبد الرحمن بن محمد المُحَاربيّ ، عن إسماعيل بن رافع المَدَنِيّ ، عن يزيدبن أبي زياد ، عن رجل ، عن محمد بن كعب القُرَظِيّ ، عن رجل من الأنصار ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وذكر الصّور ، فقال أبو هريرة : يا رسول الله ، وما الصّور ؟ قال : «قَرْنٌ » ، قال : فكيف هو ؟ قال : «قَرْنٌ عَظِيمٌ يُنْفَخُ فِيهِ ثَلاثُ نَفَخاتٍ : الأُولى نَفْخَةُ الفَزَع ، والثّانِيَةُ نَفْخَةُ الصّعْق ، والثّالِثَةُ نَفْخَةُ القِيام ، فَيَفْزَعُ أهْلُ السّمَوَاتِ والأرْض إلاّ مَنْ شاء الله ، ويأمر الله فيدِيمُها ، ويطوّلها ، ولا يَفْتُر ، وهي التي تقول : ما ينظر هؤلاء إلاّ صيحة واحدة مالها من فَوَاق ، فيسيّر الله الجبال ، فتكون سَرابا ، وتُرَجّ الأرض بأهلها رجّا ، وهي التي يقول : يَوْمَ تَرْجُفُ الرّاجِفَةُ تَتْبَعُها الرّادِفَةُ قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ » .

حدثنا أبو كريب ، قال : حدثنا وكيع ، عن سفيان ، عن عبد الله بن محمد بن عقيل ، عن الطّفيل بن أبيّ ، عن أبيه ، قال : قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم : يَوْمَ تَرْجُفُ الرّاجِفَةُ تَتْبَعُها الرّادِفَةُ فقال : «جاءت الراجفة تتبعها الرادفة ، جاء الموت بما فيه » .

حُدثت عن الحسين ، قال : سمعت أبا معاذ يقول : حدثنا عبيد ، قال : سمعت الضحاك يقول في قوله : يَوْمَ تَرْجُفُ الرّاجِفَةُ : النفخة الأولى ، تَتْبَعُها الرّادِفَةُ : النفخة الأخرى .

وقال آخرون في ذلك ما :

حدثني به محمد بن عمرو ، قال : حدثنا أبو عاصم ، قال : حدثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : حدثنا الحسن ، قال : حدثنا ورقاء ، جميعا عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، في قول الله : يَوْمَ تَرْجُفُ الرّاجِفَةُ قال : ترجف الأرض والجبال ، وهي الزلزلة . وقوله : الرّادِفَةُ قال : هو قوله : إذَا السّماءُ انْشَقّتْ فدُكتا دَكةً واحدة .

وقال آخرون : ترجف الأرض ، والرادفة : الساعة . ذكر من قال ذلك :

حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : يَوْمَ تَرْجُفُ الرّاجفَةُ الأرض ، وفي قوله : تَتْبَعُها الرّادِفَةُ قال : الرادفة : الساعة .

واختلف أهل العربية في موضع جواب قوله : والنّازِعات غَرْقا فقال بعضُ نحويّي البصرة : قوله والنّازِعاتِ غَرْقا : قسم والله أعلم على إنّ في ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِمَن يَخْشَى وإن شئت جعلتها على يَوْم تَرْجُفُ الرّاجِفَةُ قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ وهو كما قال الله وشاء أن يكون في كل هذا ، وفي كلّ الأمور . وقال بعض نحويّي الكُوفة : جواب القسم في النازعات : ما تُرِك ، لمعرفة السامعين بالمعنى ، كأنه لو ظهر كان لَتُبْعَثُنّ ولتحاسبنّ قال : ويدل على ذلك أئِذَا كُنّا عِظاما نَخِرَةً ألا ترى أنه كالجواب لقوله : لَتُبْعَثُنّ إذ قال : أئِذَا كُنّا عِظاما نَخِرَةً . وقال آخر منهم نحو هذا ، غير أنه قال : لا يجوز حذف اللام في جواب اليمين ، لأنها إذا حذفت لم يُعرف موضعها ، وذلك أنها تلي كلّ كلام .

والصواب من القول في ذلك عندنا : أن جواب القسم في هذا الموضع ، مما استغني عنه بدلالة الكلام ، فتُرك ذكره .

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{يَوۡمَ تَرۡجُفُ ٱلرَّاجِفَةُ} (6)

يوم ترجف الراجفة وهو منصوب به والمراد ب الراجفة الأجرام الساكنة التي تشتد حركتها حينئذ كالأرض والجبال لقوله تعالى يوم ترجف الأرض والجبال أو الواقعة التي ترجف الأجرام عندها وهي النفخة الأولى .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{يَوۡمَ تَرۡجُفُ ٱلرَّاجِفَةُ} (6)

وقال ابن زيد : { الراجفة } : الأرض تهتز بأهلها لنفخة الصور الأولى ، وقيل : { الراجفة } : النفخة نفسها .