اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{يَوۡمَ تَرۡجُفُ ٱلرَّاجِفَةُ} (6)

قوله تعالى : { يَوْمَ تَرْجُفُ الراجفة } منصوبٌ بفعلٍ مقدَّرٍ ، وهو جوابُ القسمِ : تقديرهُ : لتُبْعَثُنَّ ، لدلالةِ ما بعده عليه .

قال الفرَّاءُ : ويدل عليه قوله تعالى : { أَإِذَا كُنَّا عِظَاماً نَّخِرَةً } ألسْتَ ترى أنه كالجواب لقولهم : { أَإِذَا كُنَّا عِظَاماً نَّخِرَةً } نُبعث ؟ فاكتفى بقوله : { أَإِذَا كُنَّا عِظَاماً نَّخِرَةً } ؟ .

وقال الأخفشُ والزجاجُ : يَنْفُخْنَ في الصُّورِ نَفْخَتَيْنِ ، بدليل ذكر «الرَّادفة » و «الرَّاجفَةِ » ، وهما النَّفختانِ .

قال الزمخشريُّ{[59233]} : فإن قلت : كيف جعلت «يَوْمَ تَرْجفُ » ظرفاً للمضمر الذي هو لَتُبْعَثُنَّ ، ولا يبعثون عند النفخة الأولى ؟ .

قلت : المعنى : لتبعثن في الوقت الواسع الذي تقع فيه النفختان ، وهم يبعثون في بعض ذلك الوقت الواسع ، وهو وقت النفخة الأخرى ودلَّ على ذلك أن قوله : { تَتْبَعُهَا الرادفة } .


[59233]:ينظر الكشاف 4/693.