غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{يَوۡمَ تَرۡجُفُ ٱلرَّاجِفَةُ} (6)

1

قال جار الله : { يوم ترجف } منصوب بجواب القسم المحذوف وهو " لتبعثن " . وقوله { تتبعها } حال . ثم أورد على نفسه أن هذا يوجب أن يكون البعث عند النفخة الأولى وأجاب عنه بأنهم يبعثون في الوقت الواسع الذي يقع فيه النفختان كما يقال " رأيته عام كذا " وإنما رؤيته في ساعة منها . والراجفة الواقعة التي ترجف عندها الأرض والجبال وهي النفخة الأولى فهي من الإسناد المجازي . والرادفة رجفة أخرى تتبع الأولى فتضطرب الأرض لإحياء الموتى كما اضطربت في الأولى لموت الأحياء ، وقد ورد الخبر أن ما بين النفختين أربعون عاماً . ويروى أنه تعالى يمطر الأرض في هذه الأربعين ويصير ذلك الماء عليها كالنطف فيكون سبباً في الإحياء ولله تعالى أن يفعل ما يشاء . وقيل : الراجفة هي النفخة الأولى ، والرادفة هي قيام الساعة من قوله تعالى { عسى أن يكون ردف لكم بعض الذي تستعجلون } [ النمل :72 ] وقيل : الراجفة هي النفخة الأولى ، وقيل : الراجفة الأرض والجبال من قوله { يوم ترجف الأرض والجبال } [ المزمل :14 ] الرادفة السماء والكواكب لأنها تنفطر وتنتثر على أثر ذلك . وقيل : الراجفة هي الأرض تتحرك وتتزلزل ، الرادفة زلزلة ثانية تتبع الأولى حتى تنقطع الأرض وتفنى . قال أبو مسلم بناء على تفسيره الذي روينا عنه إن كلاً من الراجفة والرادفة هي خيل المشركين وأريد بهما طائفتان من المشركين حاربوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فتبعت إحداهما الأخرى . والقلوب الواجفة أي القلقة .

/خ46