الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{يَوۡمَ تَرۡجُفُ ٱلرَّاجِفَةُ} (6)

أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق علي عن ابن عباس في قوله : { يوم ترجف الراجفة } قال : النفخة الأولى { تتبعها الرادفة } قال : النفخة الثانية { قلوب يومئذ واجفة } قال : خائفة { أئنا لمردودون في الحافرة } قال : الحياة .

وأخرج عبد حميد والبيهقي في البعث عن مجاهد في قوله : { يوم ترجف الراجفة } قال : ترجف الأرض والجبال ، وهي الزلزلة { تتبعها الرادفة } قال : دكتا دكة واحدة .

وأخرج أحمد والترمذي وحسنه وعبد بن حميد وابن المنذر والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في شعب الإِيمان عن أبيّ بن كعب قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذهب ربع الليل قام فقال : «يا أيها الناس اذكروا الله ، اذكروا الله ، جاءت الراجفة تتبعها الرادفة ، جاء الموت بما فيه » .

وأخرج أبو الشيخ وابن مردويه عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ترجف الراجفة رجفاً وتزلزل بأهلها وهي التي يقول الله : { يوم ترجف الراجفة تتبعها الرادفة } يقول : مثل السفينة في البحر تكفأ بأهلها مثل القنديل المعلق بأرجائه » .

وأخرج عبد بن حميد عن أبي صالح { يوم ترجف الراجفة } قال : النفخة الأولى { تتبعها الرادفة } قال : النفخة الثانية .

وأخرج عبد بن حميد عن قتادة { يوم ترجف الراجفة تتبعها الرادفة } قال : هما الصيحتان ، أما الأولى فتميت كل شيء بإذن الله ، وأما الأخرى فتحيي كل شيء بإذن الله .

وأخرج عبد بن حميد عن الحسن أنه سئل عن قول الله { يوم ترجف الراجفة تتبعها الرادفة } قال : هما النفختان ، أما الأولى فتميت الأحياء ، وأما الثانية فتحيي الموتى ، ثم تلا هذه الآية { ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون } [ الزمر : 68 ] .