- ثم قال تعالى جل ذكره : ( يوم ترجف الراجفة . تتبعها الرادفة )
أي : لتبعثن يوم ترجف الأرض والجبال للنفخة الأولى ، تتبعها أخرى بعدها ، وهي النفخة الثانية [ ردفت ] {[73420]} الأولى ، فقيل لها رادفة {[73421]} ، بينهما أربعون سنة ، [ بالأولى يهلك من في الأرض ] {[73422]} وبالثانية يبعث من في الأرض {[73423]} .
قال ابن عباس : هما النفختان الأولى والثانية {[73424]} .
قال {[73425]} الحسن : هما النفختان ، أما الأولى فتميت {[73426]} الأحياء ، ( وأما ) {[73427]} الثانية فتحيي الموتى . وتلا الحسن : ( ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الارض إلا من {[73428]} شاء الله ، ثم نفخ فيه أخرى فإذا هو قيام ينظرون ) {[73429]} .
وروي أن أبا هريرة سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الصور ، فقال : هو قرن ، قال : وكيف هو ؟ قال : قرن ينفخ فيه ثلاث نفخات ، الأولى نفخة الفزع ، والثانية نفخة الصعق ، والثالثة نفخة القيام [ لربِّ ] {[73430]} العالمين ، يأمر الله إسرافيل بالنفخة الأولى ، فيقول : انفخ نفخة الفزع ، فيفزع من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله . [ ويأمره ] {[73431]} الله -جل ذكره- فيديمها ويطولها فلا [ تفتر ] {[73432]} ، وهي التي يقول الله : ( ومن ينظر هؤلاء إلا صيحة واحدة ما لها من فواق ) {[73433]} ، فيسيِّر الله –جل وعز- الجبال ، فتكون سرابا {[73434]} ، فترتجّ الأرض بأهلها رجا {[73435]} ، وهي التي يقول الله عز وجل : ( يوم ترجف الراجفة ، تتبعها الرادفة ) {[73436]} .
قال قتادة : ( يوم ترجف الراجفة ، تتبعها الرادفة ) : هم الصيحتان ، أما الأولى فتميت كل شيء بإذن الله ، وأما الأخرى فتحيي كل شيء بإذن الله ، إن {[73437]} رسول الله صلى الله وعليه وسلم كان يقول : بينهما أربعون [ عاما ] {[73438]} قاله أصحابه : والله ما زادنا على ذلك . قال قتادة : وذكر لنا أن نبي الله عليه وسلم [ كان ] {[73439]} يقول : يبعث الله في تلك الأربعين مطرا يقال له الحياة حتى تطيب الأرض وتهتز وتنبت أجساد الناس نبات البقل ، ثم ينفخ الثانية فإذا هم قيام ينظرون {[73440]}
قال الضحاك : الراجفة : النفخة الأولى ، والرادفة : الثانية {[73441]} .
وقال مجاهد : ( الراجفة ) [ ترجف الأرض بمن فيها ، و ] {[73442]} هو {[73443]} رجفُ الأرض والجبال ، وهي الزلزلة والرادفة {[73444]} وهو قوله : ( وحملت الأرض والجبال فدكّتا دكّة واحدة ) {[73445]} .
وقال ابن زيد : ( الراجفة ) ترجف الأرض بمن فيها ، والرادفة : قيام الساعة {[73446]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.