المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{وَطَلۡحٖ مَّنضُودٖ} (29)

28 - في شجر من النبق مقطوع شوكه ، وشجر من الموز متراكب ثمره بعضه فوق بعض ، وظل منبسط لا يذهب ، وماء منصب في آنيتهم حيث شاءوه ، وفاكهة كثيرة الأنواع والأصناف لا مقطوعة في وقت من الأوقاف ، ولا ممنوعة عمن يُريدها ، وفرش عالية ناعمة .

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{وَطَلۡحٖ مَّنضُودٖ} (29)

قوله تعالى : { وطلح } أي : موز ، واحدتها طلحة ، عن أكثر المفسرين . وقال الحسن بن سعد قال : قرأ رجل عند علي رضي الله ، عنه : { وطلح منضود } فقال : وما شأن الطلح ؟ إنما هو : طلع منضود ، ثم قرأ : { طلعها هضيم } قلت : يا أمير المؤمنين إنها في الصحف بالحاء أفلا نحولها ؟ فقال : إن القرآن لا يهاج اليوم ولا يحول . والمنضود المتراكم الذي نضد بالحمل من أوله إلى آخره ، ليست له سوق بارزة ، قال مسروق : أشجار الجنة من عروقها إلى أفنانها ثمر كله .

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{وَطَلۡحٖ مَّنضُودٖ} (29)

وقوله : وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ أما الفرّاء فعلى قراءة ذلك بالحاء وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ وكذا هو في مصاحف أهل الأمصار . ورُوي عن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه أنه كان يقرأ «وَطَلْعٍ مَنْضُودٍ » بالعين .

حدثنا عبد الله بن محمد الزهريّ ، قال : حدثنا سفيان ، قال : حدثنا زكريا ، عن الحسن بن سعد ، عن أبيه رضي الله عنه ، قرأها «طَلْعٍ مَنْضُودٍ » .

حدثنا سعيد بن يحيى الأموي ، قال : ثني أبي ، قال : حدثنا مجاهد ، عن الحسن بن سعد ، عن قيس بن سعد ، قال : قرأ رجل عند عليّ وَطَلْحَ مَنْضُودٍ فقال عليّ : ما شأن الطلح ، إنما هو : وَطَلْعٍ مَنْضُودٍ ، ثم قرأ طَلْعُها هَضِيمٌ فقلنا أو لا نحوّلهُا ، فقال : إن القرآن لا يهاج اليوم ولا يحوّل . وأما الطلح فإن المعمر بن المثنى كان يقول : هو عند العرب شجر عظام كثير الشوك ، وأنشد لبعض الحُداة :

بَشّرَها دَلِيلُها وَقالا *** غَدا تَرَيْنَ الطّلْحَ والْحِبالا

وأما أهل التأويل من الصحابة والتابعين فإنهم يقولون : إنه هو الموز .

حدثنا حميد بن مسعدة ، قال : حدثنا بشر بن المفضل ، قال : حدثنا سليمان التيميّ ، عن أبي سعيد ، مولى بني رَقاشِ ، قال : سألت ابن عباس عن الطلح ، فقال : هو الموز .

حدثني يعقوب ، قال : حدثنا هشيم ، قال : أخبرنا سليمان التيميّ ، قال : حدثنا أبو سعيد الرقاشيّ ، أنه سمع ابن عباس يقول : الطلح المنضود : هو الموز .

حدثني يعقوب وأبو كُرَيب ، قالا : حدثنا ابن عُلَية ، عن سليمان ، قال : حدثنا أبو سعيد الرّقاشيّ ، قال قلت لابن عباس : ما الطلح المنضود ؟ قال : هو الموز .

حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : حدثنا المعتمر ، عن أبيه ، قال : حدثنا أبو سعيد الرقاشيّ ، قال : سألت ابن عباس عن الطلح ، فقال : هو الموز .

حدثنا ابن حُمَيد ، قال : حدثنا مهران ، عن سفيان ، عن التيمي ، عن أبي سعيد الرقاشيّ ، عن ابن عباس وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ قال : الموز .

قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، عن الكلبيّ ، عن الحسن بن سعيد ، عن عليّ رضي الله عنه وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ قال : الموز .

حدثني يعقوب ، قال : حدثنا هشيم ، قال : أخبرنا أبو بشر ، عن رجل من أهل البصرة أنه سمع ابن عباس يقول في الطلح المنضود : هو الموز .

حدثني محمد بن عمرو ، قال : حدثنا أبو عاصم ، قال : حدثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : حدثنا الحسن ، قال : حدثنا ورقاء جميعا ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، في قوله : وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ قال : موزكم لأنهم كانوا يُعجبون بوجَ وظلاله من طلحه وسدره .

حدثنا محمد بن سنان ، قال : حدثنا أبو حُذيفة ، قال : حدثنا سفيان ، عن ابن أبي نجيح ، عن عطاء ، في قوله : وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ قال : الموز .

حدثنا ابن بشار ، قال : حدثنا هوذة بن خليفة ، عن عوف ، عن قسامة ، قال : الطلح المنضود : هو الموز .

قال : ثنا سليمان ، قال : حدثنا أبو هلال ، عن قتادة ، في قول الله : وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ قال : الموز .

حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : حدثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ قال : الموز .

حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ كنا نحدّث أنه الموز .

حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ قال الله أعلم ، إلا أن أهل اليمن يسمون الموز الطلح .

وقوله : مَنْضُودٍ يعني أنه قد نُضِدَ بعضُه على بعض ، وجمع بعضه إلى بعض . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك :

حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قوله : وَطَلْحَ مَنْضُودٍ قال : بعضه على بعض .

حدثني الحارث ، قال : حدثنا الحسن ، قال : حدثنا ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، في قوله : وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ متراكم ، لأنهم يعجبون بوجّ وظلاله من طلحة وسدره .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{وَطَلۡحٖ مَّنضُودٖ} (29)

والطلح : شجر من شجر العضاه واحدهُ طلحة ، وهو من شجر الحجاز ينبت في بطون الأودية ، شديد الطُّول ، غليظ الساق . من أصلب شجر العِضاه عُوداً ، وأغصانه طوال عظام شديدة الارتفاع في الجو ولها شوك كثير قليلةُ الورق شديدة الخُضرة كثيرة الظل من التفاف أغصانها ، وصمغها جيّد وشوكها أقل الشوك أذًى ، ولها نَور طيب الرائحة ، وتسمى هذه الشجرة أمّ غَيلان ، وتسمى في صفاقس غيلان وفي أحواز تونس تسمى مِسْكَ صَنادِق .

والمنضود : المتراصّ المتراكب بالأغصان ليست له سوق بارزة ، أو المنضد بالحمل ، أي النُوَّار فتكثر رائحته .

وعلى ظاهر هذا اللفظ يكون القول في البشارة لأصحاب اليمين بالطلح على نحو ما قرر في قوله : { في سدر مخضود } ويعتاض عن نعمة نكهة ثمر السدر بنعمة عَرْف نَوْر الطلح .

وفُسر الطلح بشجر الموز روي ذلك عن ابن عباس وابن كثير ، ونسب إلى علي بن أبي طالب .

والامتنان به على هذا التفسير امتنان بثمره لأنه ثمر طيب لذيد ولشجره من حسن المنظر ، ولم يكن شائعاً في بلاد العرب لاحتياجه إلى كثرة الماء .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{وَطَلۡحٖ مَّنضُودٖ} (29)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

{وطلح منضود} يعني المتراكب بعضه فوق بعض، نظيرها: {لها طلع نضيد} [ق:10]، يعني المنضود...

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

قوله:"وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ "أما الفرّاء فعلى قراءة ذلك بالحاء "وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ" وكذا هو في مصاحف أهل الأمصار. ورُوي عن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه أنه كان يقرأ «وَطَلْعٍ مَنْضُودٍ» بالعين...

وأما الطلح فإن المعمر بن المثنى كان يقول: هو عند العرب شجر عظام كثير الشوك...وأما أهل التأويل من الصحابة والتابعين فإنهم يقولون: إنه هو الموز...

وقوله: "مَنْضُودٍ" يعني أنه قد نُضِدَ بعضُه على بعض، وجمع بعضه إلى بعض...

النكت و العيون للماوردي 450 هـ :

{وَطَلْحٍ منضُودٍ} فيه ثلاثة أقاويل:...

...

...

...

...

...

...

...

.

الثاني: أنها شجرة تكون باليمن وبالحجاز كثيراً تسمى طلحة...

إنها من أحسن الشجر منظراً، ليكون بعض شجرهم مأكولاً وبعضه منظوراً.

مفاتيح الغيب للرازي 606 هـ :

ما الطلح؟

نقول: الظاهر أنه شجر الموز، وبه يتم ما ذكرنا من الفائدة...

.

ما المنضود؟

فنقول: إما الورق وإما الثمر، والظاهر أن المراد الورق، لأن شجر الموز من أوله إلى أعلاه يكون ورقا بعد ورق، وهو ينبت كشجر الحنطة ورقا بعد ورق وساقه يغلظ وترتفع أوراقه، ويبقى بعضها دون بعض، كما في القصب، فموز الدنيا إذا ثبت كان بين القصب وبين بعضها فرجة، وليس عليها ورق، وموز الآخرة يكون ورقه متصلا بعضه ببعض فهو أكثر أوراقا، وقيل: المنضود المثمر، فإن قيل: إذا كان الطلح شجرا فهو لا يكون منضودا وإنما يكون له ثمر منضود...