المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{قَالَ كَلَّاۖ فَٱذۡهَبَا بِـَٔايَٰتِنَآۖ إِنَّا مَعَكُم مُّسۡتَمِعُونَ} (15)

15- قال الله له : لن يقتلوك ، وقد أجبت سؤالك في هارون ، فاذهبا مزودين بمعجزاتنا ، إني معكما بالحفظ أسمع ما يجرى بينكما وبين فرعون ، فلكما النصر والتأييد .

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{قَالَ كَلَّاۖ فَٱذۡهَبَا بِـَٔايَٰتِنَآۖ إِنَّا مَعَكُم مُّسۡتَمِعُونَ} (15)

قوله تعالى : { قال } الله تعالى ، { كلا } أي : لن يقتلوك ، { فاذهبا بآياتنا إنا معكم مستمعون } سامعون ما يقولون ، ذكر معكم بلفظ الجمع ، وهما اثنان ، أجراهما مجرى الجماعة . وقيل : أراد معكما ومع بني إسرائيل نسمع ما يجيبكم فرعون .

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{قَالَ كَلَّاۖ فَٱذۡهَبَا بِـَٔايَٰتِنَآۖ إِنَّا مَعَكُم مُّسۡتَمِعُونَ} (15)

القول في تأويل قوله تعالى : { قَالَ كَلاّ فَاذْهَبَا بِآيَاتِنَآ إِنّا مَعَكُمْ مّسْتَمِعُونَ * فَأْتِيَا فِرْعَوْنَ فَقُولآ إِنّا رَسُولُ رَبّ الْعَالَمِينَ * أَنْ أَرْسِلْ مَعَنَا بَنِيَ إِسْرَائِيلَ } .

يقول تعالى ذكره : كَلاّ : أي لن يقتلك قوم فرعون فاذْهَبا بآياتِنا يقول : فاذهب أنت وأخوك بآياتنا ، يعني بأعلامنا وحججنا التي أعطيناك عليهم . وقوله : إنّا مَعَكُمْ مُسْتَمعُون من قوم فرعون ما يقولون لكم ، ويجيبونكم به .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{قَالَ كَلَّاۖ فَٱذۡهَبَا بِـَٔايَٰتِنَآۖ إِنَّا مَعَكُم مُّسۡتَمِعُونَ} (15)

{ كلاَّ } حرف إبطال . وتقدم في قوله تعالى : { كلا سنكتب ما يقول } في سورة [ مريم : 79 ] . والإبطال لقوله : { فأخاف أن يقتلون } [ الشعراء : 14 ] ، أي لا يقتلونك . وفي هذا الإبطال استجابة لما تضمنه التعريض بالدعاء حين قال : { وَلَهم عليَّ ذنب فأخاف أن يقتلون } [ الشعراء : 14 ] .

وقوله : { فاذهبا بآياتنا } تفريع على مُفاد كلمة { كلاّ } . والأمر لموسى أن يذهبَ هو وهارُون يقتضي أن موسى مأمور بإبلاغ هارون ذلك فكان موسَى رسولاً إلى هارون بالنبوءة . ولذلك جاء في التوراة أن موسى أبلغَ أخاه هارون ذلك عندما تلقّاه في حوريب إذ أوحى الله إلى هارون أن يتلقاه ، والباء للمصاحبة ، أي مصاحبَيْن لآياتنا ، وهو وعد بالتأييد بمعجزات تظهر عند الحاجة . ومن الآيات : العصا التي انقلبت حية عند المناجاة ، وكذلك بياض يده كما في آية سورة [ طه : 17 ] { وما تلك بيمينك يا موسى } الآيات .

وجملة : { إنا معكم مستمعون } مستأنفة استئنافاً بيانياً لأن أمرهما بالذهاب إلى فرعون يثير في النفس أن يتعامى فرعون عن الآيات ولا يَرعوي عند رؤيتها عن إلحاق أذى بهما فأجيب بأن الله معهما ومستمع لكلامهما وما يجيب فرعونُ به . وهذا كناية عن عدم إهمال تأييدهما وكفِّ فرعون عن أذاهما . فضمير { معكم } عائد إلى موسى وهارون وقوم فرعون . والمعية معية علم كالتي في قوله تعالى : { إلاّ هو معهم أين ما كانوا } [ المجادلة : 7 ] .

و { مستمعون } أشدّ مبالغة من ( سامعون ) لأن أصل الاستماع أنه تكلف السماع والتكلف كناية عن الاعتناء ، فأريد هنا علم خاص بما يجري بينها وبين فرعون وملئه وهو العلم الذي توافقه العناية واللطف .

والجمع بين قوله : { بآياتنا } وقوله : { إنا معكم مستمعون } تأكيد للطمأنة ورباطة لجأشهما .