المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{إِنَّمَآ إِلَٰهُكُمُ ٱللَّهُ ٱلَّذِي لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَۚ وَسِعَ كُلَّ شَيۡءٍ عِلۡمٗا} (98)

98- وقام موسى بإنجاز ما قال ، ثم اتجه إلي بني إسرائيل بعد هذه العبرة قائلا لهم : إن إلهكم الواحد ، هو الذي لا يُعبد بحق سواه ، وقد أحاط علمه بكل شيء مما كان ومما سيكون .

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{إِنَّمَآ إِلَٰهُكُمُ ٱللَّهُ ٱلَّذِي لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَۚ وَسِعَ كُلَّ شَيۡءٍ عِلۡمٗا} (98)

قوله تعالى : { إنما إلهكم الله الذي لا إله إلا هو وسع كل شيء علماً } وسع علمه كل شيء .

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{إِنَّمَآ إِلَٰهُكُمُ ٱللَّهُ ٱلَّذِي لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَۚ وَسِعَ كُلَّ شَيۡءٍ عِلۡمٗا} (98)

وقوله : " إنّمَا إلهُكُمُ اللّهُ الّذِي لا إلَهَ إلاّ هُوَ " يقول : ما لكم أيها القوم معبود ، إلا الذي له عبادة جميع الخلق لا تصلح العبادة لغيره ، ولا تَنبغي أن تكون إلا له . " وَسِعَ كُلّ شَيْءٍ عِلْما " يقول : أحاط بكل شيء علما فعلمه ، فلا يخفى عليه منه شيء ولا يضيق عليه علم جميع ذلك . يقال منه : فلان يسع لهذا الأمر : إذا أطاقه وقوى عليه ، ولا يسع له : إذا عجز عنه فلم يطقه ولم يقو عليه . وكان قتادة يقول في ذلك ما :

حدثنا بِشر قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قَتادة ، قوله : " وَسِعَ كُلّ شَيْءٍ عِلْما " يقول : ملأ كلّ شيء علما تبارك وتعالى .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{إِنَّمَآ إِلَٰهُكُمُ ٱللَّهُ ٱلَّذِي لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَۚ وَسِعَ كُلَّ شَيۡءٍ عِلۡمٗا} (98)

هذه مخاطبة من موسى عليه السلام لجميع بني إسرائيل مبيناً لهم ، وقوله تعالى : { وسع كل شيء علماً } بمعنى وسع علمه كل شيء . و { علماً } تمييز ، وهذا كقوله : تفقأت شحماً وتصببت عرقاً ، والمصدر في الأصل فاعل ولكن يسند الفعل إلى غيره وينصب هو على التمييز ، وقرأ مجاهد وقتادة «وسَّع كل شيء » بفتح السين وشدها بمعنى خلق الأشياء وكثرها بالاختراع فوسعها موجودات .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{إِنَّمَآ إِلَٰهُكُمُ ٱللَّهُ ٱلَّذِي لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَۚ وَسِعَ كُلَّ شَيۡءٍ عِلۡمٗا} (98)

هذه الجملة من حكاية كلام موسى عليه السلام فموقعها موقع التذييل لوعظه ، وقد التفت من خطاب السامري إلى خطاب الأمّة إعراضاً عن خطابه تحقيراً له ، وقصداً لتنبيههم على خطئهم ، وتعليمهم صفات الإله الحق ، واقتصر منها على الوحدانية وعموم العلم لأن الوحدانية تجمع جميع الصفات ، كما قرر في دلالة كلمة التوحيد عليها في كتب علم الكلام .

وأما عموم العلم فهو إشارة إلى علم الله تعالى بجميع الكائنات الشاملة لأعمالهم ليرقبوه في خاصتهم .

واستعير فعل { وَسِعَ } لمعنى الإحاطة التامة ، لأن الإناء الواسع يحيط بأكثر أشياء مما هو دونه .

وانتصب { عِلْماً } على أنه تمييز نسبة السعةِ إلى الله تعالى ، فيؤول المعنى : وسع علمه كل شيء بحيث لا يضيق علمه عن شيء ، أي لا يقصر عن الاطلاع على أخفى الأشياء ، كما أفاده لفظ ( كل ) المفيد للعموم . وتقدم قريب منه عند قوله { وسع كرسيه السموات والأرض } في سورة البقرة ( 255 ) .