اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{إِنَّمَآ إِلَٰهُكُمُ ٱللَّهُ ٱلَّذِي لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَۚ وَسِعَ كُلَّ شَيۡءٍ عِلۡمٗا} (98)

ثم{[26614]} لما فرغ من إبطال ما ذهب إليه السامريُّ عاد إلى بيان الدين الحق فقال :

{ إنَّما إلهُكُمْ } أي المستحق للعبادة { الله الذي لا إله إِلاَّ هُوَ وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً } قال مقاتل : يعلم من يعبده ( ومن لا يعبده ){[26615]} {[26616]} قوله : { وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً } العامة على كسر السين خفيفة و " عِلْماً " على هذه القراءة تمييز منقول من الفاعل{[26617]} ، إذ الأصل وسع كُلَّ شيءٍ علمُهُ . وقرأ مجاهد وقتادة بفتح السين مشددة{[26618]} . وفي انتصاب " عِلماً " أوجه :

أحدها{[26619]} : أنه مفعول به ، قال الزمخشري : ووجهه{[26620]} أن " وَسع " متعد إلى مفعول واحد ( وهو كُلُّ شيءٍ ){[26621]} وأما " عِلماً " فانتصابه على التمييز فاعلاً في المعنى ، فلما ثقل نقل إلى التعدية إلى مفعولين فنصبهما معاً على المفعولية ، لأن المميز فاعل في المعنى كما تقول في خاف زيدٌ عمراً{[26622]} . خَوَّفْتُ زيداً عمراً{[26623]} : فترُدُّ{[26624]} بالنقل ما كان فاعلاً مفعولاً{[26625]} . وقال أبو البقاء : والمعنى{[26626]} : أَعْطَى كُلَّ شَيءٍ علماً{[26627]} فضمنه معنى ( أَعْطَى ) . وما قاله الزمخشري أولى .

والوجه{[26628]} الثاني : أنه تميز أيضاً كما هو في قراءة التخفيف ، قال أبو البقاء وفيه وجه آخر ، وهو أن يكون بمعنى عظَّم خلقَ كُلِّ شيءٍ كالأرض والسماء ، وهو بمعنى بسط فيكون " عِلْماً " تمييزاً{[26629]} وقال ابن عطية : وسع خَلْقَ الأشياءِ وكثرها{[26630]} بالاختراع{[26631]} .


[26614]:في ب: فصل.
[26615]:انظر الفخر الرازي 22/113.
[26616]:ما بين القوسين سقط من ب.
[26617]:انظر البحر المحيط 6/277.
[26618]:المختصر 89، الكشاف 2/446، القرطبي 11/243، البحر المحيط 6/277.
[26619]:في ب: الأول.
[26620]:في الأصل: وجه.
[26621]:ما بين القوسين تكملة من الكشاف.
[26622]:في الأصل: عمروا، وفي ب: عمرو. والصواب ما أثبته.
[26623]:في الأصل: عمروا، وفي ب: عمرو. والصواب ما أثبته.
[26624]:في ب: وترد.
[26625]:الكشاف 2/446.
[26626]:والمعنى: سقط من ب.
[26627]:التبيان 2/903.
[26628]:في ب: الوجه.
[26629]:التبيان 2/904.
[26630]:في ب: وعظمها وكثرها.
[26631]:تفسير ابن عطية 10/89.