نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{إِنَّمَآ إِلَٰهُكُمُ ٱللَّهُ ٱلَّذِي لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَۚ وَسِعَ كُلَّ شَيۡءٍ عِلۡمٗا} (98)

ولما أراهم بطلان ما هم عليه بالعيان ، أخبرهم بالحق على وجه الحصر فقال : { إنما إلهكم } جميعاً { الله } {[49847]}أي الجامع لصفات الكمال ؛ ثم كشف المراد من ذلك وحققه بقوله{[49848]} : { الذي لا إله إلا هو } أي لا يصلح لهذا المنصب أحد غيره لأنه { وسع كل شيء علماً* } {[49849]}تمييز محول عن الفاعل ، أي أحاط علمه بكل شيء{[49850]} ، فكان على كل شيء{[49851]} ممكن قديراً ، فكان{[49852]} كل شيء إليه فقيراً ، وهو غني عن كل شيء ، {[49853]}وجوده يباين وجود غيره ، وذاته تباين ذات غيره ، وصفاته تباين صفات غيره{[49854]} ، وأما العجل الذي عبدوه{[49855]} فلو كان حياً كان مثلاً في الغباوة ، {[49856]}فلا يصلح للإلهية بوجه ولا في{[49857]} عبادته شيء من حق ، وكان القياس {[49858]}على ما{[49859]} يتبادر إلى الذهن حيث نفى عنه{[49860]} العلم بقوله { ألا يرجع إليهم قولاً } والقدرة بقوله { ولا يملك لهم ضراً ولا نفعاً } أن يثبتا هنا للاله الحق ، ولكنه اعتنى بإثبات العلم الواسع لاستلزامه للقدرة على كل ما يمكن أن يتعلق به ، بإفادة الأسباب لشيء المراد ، ومنع الموانع عنه فيكون لا محالة ، ولو لم يكن{[49861]} كذلك لكان التخلف للجهل إما{[49862]} بما يفيد مقتضياً أو يمنع مانعاً{[49863]} ، وأدل دليل على ذلك قوله تعالى{ ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء{[49864]} }[ الأعراف : 188 ] ولا يستلزم إثبات القدرة المحيطة العلم الشامل لخروج قسم المحال الذي ليس من شأن القدرة أن تتعلق به .


[49847]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[49848]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[49849]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[49850]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[49851]:زيد من مد.
[49852]:زيد في الأصل: على ولم تكن الزيادة في ظ ومد فحذفناها.
[49853]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[49854]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[49855]:من ظ ومد وفي الأصل: عبده.
[49856]:العبارة من هنا إلى "من حق"é ساقطة من ظ.
[49857]:زيد من مد.
[49858]:في مد: كما.
[49859]:في مد: كما.
[49860]:بين سطري ظ: العجل.
[49861]:زيد من مد: الكل.
[49862]:بين سطري ظ: تفصيل للجهل.
[49863]:العبارة من هنا إلى "مسنى السوء" ساقطة من ظ.
[49864]:سورة 7 آية 188.