قوله : { وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً } : العامَّةُ على كسر السين خفيفةً . و " عِلْماً " على هذه القراءةِ تمييزٌ منقولٌ من الفاعلِ ؛ إذِ الأصلُ : وَسِعٍ كلَّ شيءٍ عِلْمُه . وقرأ مجاهد وقتادة بفتح السين مشددةً . وفي انتصاب " علماً " حينئذ [ وجهان ] ، أحدهما : أنه مفعولٌ به . قال الزمخشري : " وَجْهُه أنَّ وَسِع متعدٍّ إلى مفعولٍ واحد . وأمَّا " عِلْماً " فانتصابُه على التمييز فاعلاً في المعنى . فلما ثُقِّل نُقِل إلى التعديةِ إلى مفعولَيْنِ فنصبُهما معاً على المفعولية ؛ لأن المُميِّز فاعلٌ في المعنى ، كما تقول في " خاف زيد عمراً " : " خَوَّفْت زيداً عمراً " فتردُّ بالنقل ما كان فاعلاً مفعولاً " . وقال أبو البقاء : " والمعنى : أعطى كل شيء عِلْماً " فضمَّنه معنى أعطى . وما قاله الزمخشريُّ أَوْلى .
والوجه الثاني : أنه تمييزٌ أيضاً كما هو في قراءةِ التخفيفِ . قال أبو البقاء : " وفيه وجهٌ آخرُ :/ وهو أن يكونَ بمعنى : عَظَّم خَلْقَ كلِ شيءٍ كالأرض والسماء ، وهو بمعنى بَسَط ، فيكون عِلْماً تمييزاً " . وقال ابن عطية : " وسَّع خَلْقَ الأشياءِ وكَثَّرها بالاختراع " .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.