قوله تعالى : { فعقروا الناقة } ، قال الأزهري : العقر هو قطع عرقوب البعير ، ثم جعل النحر عقراً لأن ناحر البعير يعقره ثم ينحره .
قوله تعالى : { وعتوا عن أمر ربهم } ، والعتو الغلو في الباطل ، يقال : عتا يعتوا عتواً إذا استكبر ، والمعنى عصوا الله وتركوا أمره في الناقة ، وكذبوا نبيهم .
قوله تعالى : { وقالوا يا صالح ائتنا بما تعدنا } ، أي : من العذاب .
القول في تأويل قوله تعالى : { فَعَقَرُواْ النّاقَةَ وَعَتَوْاْ عَنْ أَمْرِ رَبّهِمْ وَقَالُواْ يَاصَالِحُ ائْتِنَا بِمَا تَعِدُنَآ إِن كُنتَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ } .
يقول تعالى ذكره : فعقرت ثمود الناقة التي جعلها الله لهم آية . وَعَتَوْا عَنْ أمْرِ رَبّهِمْ يقول : تكبروا وتجبروا عن اتباع الله ، واستعلَوْا عن الحقّ . كما :
حدثني المثنى ، قال : حدثنا أبو حذيفة ، قال : حدثنا شبل ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد : وَعَتَوْا علوّا عن الحقّ لا يبصرونه .
حدثنا القاسم ، قال : حدثنا الحسين ، قال : ثني حجاج ، عن ابن جريج ، قال : قال مجاهد : عَتَوْا عَنْ أمْر رَبّهِمْ : علوّا في الباطل .
حدثني الحرث ، قال : حدثنا عبد العزيز ، قال : حدثنا أبو سعد ، عن مجاهد في قوله : وَعَتَوْا عَنْ أمْرِ رَبّهِمْ قال : عتوا في الباطل وتركوا الحقّ .
حدثني محمد بن عمرو ، قال : حدثنا أبو عاصم ، قال : حدثنا عيسى ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، في قول الله : وَعَتَوْا عَنْ أمْرِ رَبّهِمْ قال : علوّا في الباطل .
وهو من قولهم : جبار عات : إذا كان عاليا في تجبره . وَقالُوا يا صَالِحُ ائْتِنا بِمَا تَعِدُنا يقول : قالوا : جئنا يا صالح بما تعدنا من عذاب الله ونقمته استعجالاً منهم للعذاب أنْ كُنْتَ مِنَ المُرْسَلِينَ يقول : إن كنت لله رسولاً إلينا ، فإن الله ينصر رسله على أعدائه . فعجل ذلك لهم كما استعجلوه ، يقول جلّ ثناؤه : فَأخَذَتْهُمُ الرّجْفَةُ فَأصْبَحُوا فِي دارِهِمْ جاثِمِينَ .
قوله تعالى : { فعقروا } يقتضي بتشريكهم أجمعين في الضمير أن عقر الناقة كان على تمالؤ منهم وإصفاق وكذلك : روي أن قداراً لم يعقرها حتى كان يستشير الرجال والنساء والصبيان ، فلما أجمعوا تعاطى فعقر ، { وعتوا } معناه خشوا وصلبوا ولم يذعنوا للأمر والشرع وصمموا على تكذيبه واستعجلوا النقمة بقولهم { ائتنا بما تعدنا } وحسن الوعد في هذا الموضع لما تقيد بأنه عذاب ، قال أبو حاتم قرأ عيسى وعاصم أُيتنا بهمز وإشباع ضم ، وقرأ تخفيف الهمزة كأنها ياء في اللفظ أبو عمر والأعمش .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.