إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{فَعَقَرُواْ ٱلنَّاقَةَ وَعَتَوۡاْ عَنۡ أَمۡرِ رَبِّهِمۡ وَقَالُواْ يَٰصَٰلِحُ ٱئۡتِنَا بِمَا تَعِدُنَآ إِن كُنتَ مِنَ ٱلۡمُرۡسَلِينَ} (77)

{ فعقروا الناقة } أي نحروها ، أُسند العقرُ إلى الكل مع أن المباشِرَ بعضُهم للملابسة أو لأن ذلك لما كان برضاهم فكأنه فَعلَه كلُّهم ، وفيه من تهويل الأمرِ وتفظيعِه بحيث أصابت غائلتُه الكلَّ ما لا يخفى { وعتوا عن أمر ربهم } أي استكبروا عن امتثاله وهو ما بلّغهم صالح عليه السلام من الأمر والنهي . { وقالوا } مخاطِبين له عليه السلام بطريق التعجيزِ والإفحامِ على زعمهم { يا صالح ائتنا بما تعدنا } أي من العذاب ، والإطلاقُ للعلم به قطعاً { إن كنت من المرسلين } فإن كونَك من جملتهم يستدعي صدقَ ما تقول من الوعد والوعيد .