الآية77 وقوله تعالى : { فعقروا الناقة } أضاف ههنا العقر إليهم جميعا . وفي مواضع{[8598]} أخر أضاف إلى الواحد بقوله تعالى : { فنادوا صاحبهم فتعاطى فعقر } [ القمر : 29 ] وفي سورة { والشمس وضحاها } كذلك أضاف إلى الواحد [ بقوله تعالى ]{[8599]} : { إذ انبعث أشقاها } [ الآية : 12 ] .
لكن في ما كان مضافا إليهم جميعا يحتمل أن يتولّى واحد منهم عقرها بمشورتهم جميعا ومعونتهم وتدبيرهم وتراضيهم على ذلك ، فأضيف على ذلك إليهم لذلك لاجتماعهم على ذلك ، وإلى الواحد في ما تولّى جرحها ومنعها عن السير .
ففيه دلالة لمذهب أصحابنا : أن قطّاع{[8600]} الطريق ، إذا تولّى بعضهم القتل وأخذ الأموال ، ولم يتولّ بعضهم ، يشاركون جميعا : من تولّى منهم ومن لم يتول في حكم قطّاع الطريق بعد أن يكون بعضهم عونا لبعض . وكذلك إذا اجتمع قوم على قتل واحد ، فتولّى بعضهم القتل ، ولم يتولّ بعض ، بعد أن كانوا في عون أولئك ، فإنهم يقتلون جميعا .
وعلى ذلك يخرّج قول عمر رضي الله عنه حين{[8601]} قال : لو تمالأ عليه أهل صنعاء [ لقتلهم . وأهل صنعاء ]{[8602]} إذا اجتمعوا لا سبيل للكل أن يتولّوا قتله . فدل أنه على العون والنصر لبعضهم بعضا ، فيشاركون جميعا في القصاص على ما شارك أولئك جميعا في العذاب : من تول عقرها ومن لم يتول بعد أن كان ذلك العقر بمعونتهم وبتراضيهم على ذلك ، والله أعلم .
وقوله تعالى : { وقالوا يا صالح ائتنا بما تعدنا إن كنت من المرسلين } { فأخذتهم الرجفة } إنما أخذهم العذاب لما استعجلوا منه العذاب ، وكذّبوه في ما يوعدهم العذاب ، ويعدهم .
وقوله تعالى : { وعتوا عن أمر ربهم } العتوّ هو النهاية في التمرد والخلاف لأمر على العلم منهم بالخلاف لا على الغفلة والجهل .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.