المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{وَأَنَّ ٱلسَّاعَةَ ءَاتِيَةٞ لَّا رَيۡبَ فِيهَا وَأَنَّ ٱللَّهَ يَبۡعَثُ مَن فِي ٱلۡقُبُورِ} (7)

6 – ذلك الذي تقدم من خلْق الإنسان وإنبْات الزرع شاهد بأن الله هو الإله الحق ، وأنه الذي يحيى الموتى عند بعثهم كما بدأهم ، وأنه القادر على كل شيء ، وأنَّ القيامة آتية لا شك فيها تحقيقاً لوعده ، وأن الله يحيى من في القبور ببعثهم للحساب والجزاء .

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{وَأَنَّ ٱلسَّاعَةَ ءَاتِيَةٞ لَّا رَيۡبَ فِيهَا وَأَنَّ ٱللَّهَ يَبۡعَثُ مَن فِي ٱلۡقُبُورِ} (7)

 
التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{وَأَنَّ ٱلسَّاعَةَ ءَاتِيَةٞ لَّا رَيۡبَ فِيهَا وَأَنَّ ٱللَّهَ يَبۡعَثُ مَن فِي ٱلۡقُبُورِ} (7)

ثم أكد - سبحانه - ذلك تأكيداً دامغاً فقال : { وَأَنَّ الساعة آتِيَةٌ لاَّ رَيْبَ فِيهَا } وما تشتمل عليه من حساب وثواب وعقاب { آتِيَةٌ لاَّ رَيْبَ فِيهَا } أى : لا ريب ولا شك فى إتيانها فى الوقت الذى يريده الله - تعالى - .

{ وَأَنَّ الله } - تعالى - وحده { يَبْعَثُ مَن فِي القبور } ليحاسبهم على أعمالهم .

وبذلك نرى الآيات الكريمة قد أقامت أعظم الأدلة وأوضحها على وحدانية الله - تعالى - وقدرته ، وعلى أن البعث حق وصدق وأنه آت لا ريب فيه .

.

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{وَأَنَّ ٱلسَّاعَةَ ءَاتِيَةٞ لَّا رَيۡبَ فِيهَا وَأَنَّ ٱللَّهَ يَبۡعَثُ مَن فِي ٱلۡقُبُورِ} (7)

والذي أنشأ الحياة الأولى هو الذي ينشئها للمرة الآخرة ( وأن الله يبعث من في القبور ) ليلاقوا ما يستحقونه من جزاء . فهذا البعث تقتضيه حكمة الخلق والتدبير .

وإن هذه الأطوار التي يمر بها الجنين ، ثم يمر بها الطفل بعد أن يرى النور لتشير إلى أن الإرادة المدبرة لهذه الأطوار ستدفع بالإنسان إلى حيث يبلغ كماله الممكن في دار الكمال . إذ أن الإنسان لا يبلغ كماله في حياة الأرض ، فهو يقف ثم يتراجع ( لكي لا يعلم من بعد علم شيئا )فلا بد من دار أخرى يتم فيها تمام الإنسان .

فدلالة هذه الأطوار على البعث دلالة مزدوجة . . فهي تدل على البعث من ناحية أن القادر على الإنشاء قادر على الإعادة ، وهي تدل على البعث لأن الإرادة المدبرة تكمل تطوير الإنسان في الدار الآخرة . . وهكذا تلتقي نواميس الخلق والإعادة ، ونواميس الحياة والبعث ، ونواميس الحساب والجزاء وتشهد كلها بوجود الخالق المدبر القادر الذي ليس في وجوده جدال . .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{وَأَنَّ ٱلسَّاعَةَ ءَاتِيَةٞ لَّا رَيۡبَ فِيهَا وَأَنَّ ٱللَّهَ يَبۡعَثُ مَن فِي ٱلۡقُبُورِ} (7)

{ وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لا رَيْبَ فِيهَا } أي : كائنة لا شك فيها ولا مرية ، { وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ } أي : يعيدهم بعد ما صاروا في قبورهم رمما ، ويوجدهم بعد العدم ، كما قال تعالى : { وَضَرَبَ لَنَا مَثَلا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ . قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ . الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الأخْضَرِ نَارًا فَإِذَا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ } [ يس : 78 - 80 ] والآيات في هذا كثيرة{[20032]} .

وقال الإمام أحمد : حدثنا بَهز{[20033]} ، حدثنا حماد بن سلمة قال : أنبأنا يعلى عن عطاء ، عن وكيع بن حُدُس{[20034]} ، عن عمه أبي رَزين العقيلي - واسمه لَقِيط بن عامر{[20035]} - أنه قال : يا رسول الله ، أكلنا يرى ربه عز وجل يوم القيامة ؟ وما آية ذلك في خلقه ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أليس كلكم ينظر إلى القمر مُخْليا به ؟ " قلنا : بلى . قال : " فالله أعظم " . قال : قلت : يا رسول الله ، كيف يحيي الله الموتى ، وما آية ذلك في خلقه ؟ قال : " أما مررت بوادي أهلك محلا{[20036]} " قال : بلى . قال : " ثم مررت به يهتز خضرا ؟ " . قال : بلى . قال : " فكذلك يحيي الله الموتى ، وذلك آيته في خلقه " .

ورواه أبو داود وابن ماجه ، من حديث حماد بن سلمة ، به{[20037]} .

ثم رواه الإمام أحمد أيضا : حدثنا علي بن إسحاق ، أنبأنا ابن المبارك ، أنبأنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر ، عن سليمان بن موسى ، عن أبي رَزين العُقَيْلي قال : أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت : يا رسول الله ، كيف يحيي الله الموتى ؟ قال : " أمررت بأرض من أرضك مُجْدبةً ، ثم مررت بها

مخصبة ؟ " قال : نعم . قال : " كذلك النشور " {[20038]} .

وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا عُبَيس{[20039]} بن مرحوم ، حدثنا بُكَيْر بن أبي السُّمَيْط ، عن قتادة ، عن أبي الحجاج ، عن معاذ بن جبل قال : من علم أن الله هو الحق المبين ، وأن الساعة آتية لا ريب فيها ، وأن الله يبعث من في القبور - دخل الجنة . [ والله أعلم ]{[20040]} .


[20032]:- في ت : "لكثيرة".
[20033]:- في ت : "يزيد".
[20034]:- في ت : "عدس" ، وفي ف ، أ : "عدي".
[20035]:في ت : "ليث بن أبي عامر".-
[20036]:- في أ : "ممحلا".
[20037]:- المسند (4/11) وسنن أبي داود برقم (4731) وسنن ابن ماجه برقم (180).
[20038]:- المسند (4/11)
[20039]:- في ف ، أ : "عيسى".
[20040]:- زيادة من ف ، أ.
 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{وَأَنَّ ٱلسَّاعَةَ ءَاتِيَةٞ لَّا رَيۡبَ فِيهَا وَأَنَّ ٱللَّهَ يَبۡعَثُ مَن فِي ٱلۡقُبُورِ} (7)

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{وَأَنَّ ٱلسَّاعَةَ ءَاتِيَةٞ لَّا رَيۡبَ فِيهَا وَأَنَّ ٱللَّهَ يَبۡعَثُ مَن فِي ٱلۡقُبُورِ} (7)

{ وأن الساعة آتية لا ريب فيها } فإن التغيير من مقدمات الانصرام وطلائعه . { وأن الله يبعث من في القبور } بمقتضى وعده الذي لا يقبل الخلف .