الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَأَنَّ ٱلسَّاعَةَ ءَاتِيَةٞ لَّا رَيۡبَ فِيهَا وَأَنَّ ٱللَّهَ يَبۡعَثُ مَن فِي ٱلۡقُبُورِ} (7)

ثم قال تعالى : { ذلك بأن الله هو الحق }[ 6 ] .

أي : فعل الله{[46633]} ذلك بأنه الحق ، أو الأمر ذلك بأنه الحق .

أي : هذا الذي تقدم ذكره من عظيم القدرة في خلق الإنسان ، {[46634]} والأرض وغير ذلك ، فعله بأنه الحق لا شك فيه ، وإن ما سواه باطل لا يقدر على شيء من ذلك . ومن فعل هذه{[46635]} القدرة ، فهو قادر على قيام الساعة ، وبعث من في القبور ، فهو كله مَثَلٌ بعد مثل في تحقيق قيام الساعة وإحياء الموتى كما أحيا الإنسان من نطفة ، ثم نقله من حال إلى حال ، وكما أحيا الأرض بعد دروسها ، وكذلك{[46636]} احتج في قوله : { ذلك بأن الله هو الحق . . . } إلى { القبور }/ وعلى إعادة الموتى وعلى ما يريد ، ولذلك قال : { والله يحيي الموتى وأنه على كل شيء قدير وأن الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور } . فلا تَشُكُّوا في ذلك .


[46633]:الله سقطت من ز.
[46634]:ز: في.
[46635]:ز: هذا.
[46636]:ز: وبذلك.