" وأن الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور " . فنبه سبحانه وتعالى بهذا على أن كل ما سواه وإن كان موجودا حقا فإنه لا حقيقة له من نفسه ؛ لأنه مسخر مصرف . والحق الحقيقي : هو الموجود المطلق الغني المطلق ، وأن وجود كل ذي وجود عن وجوب وجوده ؛ ولهذا قال في آخر السورة : " وأن ما يدعون من دونه هو الباطل " {[11425]}[ الحج : 62 ] . والحق الموجود الثابت الذي لا يتغير ولا يزول ، وهو الله تعالى . وقيل : ذو الحق على عباده . وقيل : الحق بمعنى في أفعاله{[11426]} . وقال الزجاج : " ذلك " في موضع رفع ، أي الأمر ما وصف لكم وبين . " بأن الله هو الحق " أي لأن الله هو الحق . وقال : ويجوز أن يكون " ذلك " نصبا ؛ أي فعل الله ذلك بأنه هو الحق . " وأنه يحيي الموتى " أي بأنه " وأنه على كل شيء قدير " أي وبأنه قادر على ما أراد . " وأن الساعة آتية " عطف على قوله : " ذلك بأن الله هو الحق " من حيث اللفظ ، وليس عطفا في المعنى ؛ إذ لا يقال فعل الله ما ذكر بأن الساعة آتية ، بل لابد من إضمار فعل يتضمنه ، أي وليعلموا أن الساعة آتية " لا ريب فيها " أي لا شك . " وأن الله يبعث من في القبور " يريد للثواب والعقاب .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.