اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَأَنَّ ٱلسَّاعَةَ ءَاتِيَةٞ لَّا رَيۡبَ فِيهَا وَأَنَّ ٱللَّهَ يَبۡعَثُ مَن فِي ٱلۡقُبُورِ} (7)

قوله : { وأن الساعة آتية } فيه وجهان :

أحدهما : أنه عطف على المجرور بالباء ، أي : ذلك بأن الساعة .

والثاني : أنه ليس معطوفاً عليه ، ولا داخلاً في حيز السببية ، وإنما هو خبر{[30293]} والمبتدأ محذوف لفهم المعنى ، والتقدير{[30294]} : والأمر أن الساعة آتية{[30295]} و{[30296]} { لاَّ رَيْبَ فِيهَا } يحتمل أن تكون هذه الجملة خبراً ثانياً ، وأن تكون حالاً .

فصل{[30297]}

المعنى : ذلك لتعلموا أن الله هو الحق ، والحق هو الموجود الثابت فكأنه تعالى بَيَّن أن هذه الوجوه المتنافية وتواردها على الأجسام يدل{[30298]} على وجود الصانع . { وَأَنَّهُ يُحْيِي الموتى } وهذا تنبيه على أنه لما لم يستبعد من الإله إيجاد هذه الأشياء ، فكيف يستبعد منه إعادة الأموات . { وَأَنَّهُ على كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } أي : وأن{[30299]} الذي يصح منه إيجاد هذه الأشياء لا بد وأن يجب اتصافه بهذه{[30300]} القدرة لذاته ، ومن كان كذلك كان قادراً على الإعادة . { وأن الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور } والمعنى : أنه تعالى لما أقام الدلائل على أن الإعادة في نفسها ممكنة ، وأنه سبحانه قادر على كل الممكنات وجب القطع بكونه قادراً على الإعادة وإذا ثبت الإمكان والصادق أخبر عن وقوعه ، فلا بد من القطع بوقوعه .


[30293]:في ب: الخبر.
[30294]:في الأصل: والتقدير أن ذلك.
[30295]:آتية: سقط من ب.
[30296]:و: سقط من ب.
[30297]:هذا الفصل نقله ابن عادل عن الفخر الرازي 23/10 -11.
[30298]:يدل: سقط من ب.
[30299]:في الأصل: أن.
[30300]:هذه: سقط من ب.