المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{وَإِن يَرَوۡاْ ءَايَةٗ يُعۡرِضُواْ وَيَقُولُواْ سِحۡرٞ مُّسۡتَمِرّٞ} (2)

2- وإن ير الكفار معجزة عظيمة يُعرضوا عن الإيمان بها ، ويقولون : هي سحر دائم متتابع .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{وَإِن يَرَوۡاْ ءَايَةٗ يُعۡرِضُواْ وَيَقُولُواْ سِحۡرٞ مُّسۡتَمِرّٞ} (2)

وقوله : { وَإِنْ يَرَوْا آيَةً } أي : دليلا وحجة وبرهانا { يعرضوا } أي : لا ينقادون له ، بل يعرضون عنه ويتركونه وراء ظهورهم ، { وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ } أي : ويقولون : هذا الذي شاهدناه من الحجج ، سحرٌ سحرنا به .

ومعنى { مُسْتَمِرٌّ } أي : ذاهب . قاله مجاهد ، وقتادة ، وغيرهما ، أي : باطل مضمحل ، لا دوام له .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{وَإِن يَرَوۡاْ ءَايَةٗ يُعۡرِضُواْ وَيَقُولُواْ سِحۡرٞ مُّسۡتَمِرّٞ} (2)

وقوله : { وإن يروا } جاء اللفظ مستقبلاً لينتظم ما مضى وما يأتي ، فهو إخبار بأن حالهم هكذا ، واختلفت الناس في معنى : { مستمر } فقال الزجاج قيل معناه : دائم متماد . وقال قتادة ومجاهد والكسائي والفراء معناه : مار ذاهب عن قريب يزول . وقال أبو العالية والضحاك معناه : مشدود من مرائير الحبل كأنه سحر قد أمر ، أي أحكم . ومنه قول الشاعر [ لقيط بن زرارة ] : [ البسيط ]

حتى استمرت على شزر مريرته . . . صدق العزيمة لا رتّاً ولا ضرعا{[10755]} .


[10755]:هذا البيت لِلقيط بن يعمر الإيادي من قصيدة قالها يدعو قومه إلى قتال كسرى ويحضهم على الحرب والفداء، ويقول في مطلعها: يا دار عبلة من مُحلتها الجرعا هاجت لي الهم والأحزان والوجعا والبيت أحد الأبيات التي يتكلم فيها عن اختيار قائد شجاع، قادر على الحرب، قد حنكته الأيام وأكسبته الخبرة، فهو لا يستكين إذا عضه مكروه، ولا يعيش عيش المترفين إن ساعده رخاء العيش: وقلدوا أمركم لله دركم رحب الذراع بأمر الحرب مضطلعا لا مترفا إن رخاء العيش ساعده ولا إذا عض مكروه به خشعا ومعنى"استمرت": أُحكمت، والشزر: فتل الحبل مما يلي اليسار، وهو أشد لفتله، والمريرة: إحكام الفتل ثم أريد بها القوة، يقال: استمرت مريرة الرجل إذا قويت شكيمته، والصدق: الكامل في كل شيء، وصَدق العزيمة: الثابت فيها المصمم عليها، ويُروى"مُر العزيمة"، كما يُروى"مُستحكم السن" بدلا من "صَدق العزيمة". والرتة: ردة قبيحة في اللسان من العيب، والذي في "الشعر والشعراء" وفي الديوان:"لاقحما"والقحم: الشيخ الهرم يعتريه خرق وخوف، والضرع: اللين الذليل.
 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{وَإِن يَرَوۡاْ ءَايَةٗ يُعۡرِضُواْ وَيَقُولُواْ سِحۡرٞ مُّسۡتَمِرّٞ} (2)

يجوز أن يكون تذييلاً للإِخبار بانشقاق القمر فيكون المراد ب { آية } في قوله : { وإن يروا آية } القمرَ . فقد جاء في بعض الآثار : أن المشركين لما رأوا انشقاق القمر قالوا : « هذا سحر محمد بن أبي كبشة » وفي رواية قالوا : « قد سَحَر محمد القمر » ، ويجوز أن يكون كلاماً مستأنفاً من ذكر أحوال تكذيبهم ومكابرتهم وعلى كلا الوجهين فإن وقوع { آية } ، وهو نكرة في سياق الشرط يفيد العموم .

وجيء بهذا الخبر في صورة الشرط للدلالة على أن هذا ديدنهم ودأبهم .

وضمير { يروا } عائد إلى غير مذكور في الكلام دال عليه المقام وهم المشركون ، كما جاء في مواضع كثيرة من القرآن ، مع أن قصة انشقاق القمر وطعنهم فيها مشهور يومئذٍ معروفة أصحابه ، فهم مستمرون عليه كلما رأوا آية على صدق الرسول صلى الله عليه وسلم .

ووصف { مستمر } يجوز أن يكون مشتقاً من فعل مَرّ الذي هو مجاز في الزوال والسين والتاء للتقوية في الفعل ، أي لا يبقى القمر منشقاً . ويجوز أن يكون مشتقاً من المِرة بكسر الميم ، أي القوة ، والسين والتاء للطلب ، أي طلب لفعله مِرّة ، أي قوة ، أي تمكناً . والمعنى : هذا سحر معروف متكرر ، أي معهود منه مثله .