قوله : { مُّسْتَمِرٌّ } فيه أقوالٌ ، أحدها : أنَّ معناه : دائمٌ مُطَّرِدٌ . وكلُّ شيءٍ قد انقادَتْ طريقتُه ودامَتْ حالُه قيل فيه : استمرَّ . قاله الزمخشري . ومِنْه قولُه :
ألا إنما الدنيا ليالٍ وأَعْصُرٌ *** وليسَ على شيءٍ قويمٍ بمُسْتَمِرّ
أي : بدائم باقٍ . الثاني : أنَّ معناه : مُوَثَّقٌ مُحْكَمٌ مِنْ قولِهم : أَمَرَّ الحبلَ ، أي : أَحْكَمَ فَتْلَه . قال :
حتى اسْتَمَرَّتْ على شَزْرٍ مَريرتُه *** صِدْقُ العزيمةِ لا رثَّاً ولا ضَرَعا
الثالث : أنَّ معناه مارٌّ ذاهب مَنَّوْا أنفسَهم بذلك . الرابع : أنَّ معناه شديدُ المرارة . قال الزمشخري : " أي : مُسْتَبْشَعٌ عندنا ، مُرٌّ على لَهَواتنا ، ولا نَقْدِرُ أَنْ نَسِيْغَه كما لا نَسيغُ المُرَّ المَقِرَ " انتهى . يقال : مَرَّ الشيءُ بنفسِه ومَرَّه غيرُه ، فيكون متعدياً ولازِماً ويقال : أَمَرَّه أيضاً . الخامس : أنَّ معناهُشْبِهٌ بعضُه بعضاً ، أي : استمرَّتْ أفعالُه على هذا الحالِ . قاله الشيخ ، وهو راجِعٌ إلى المعنى الأول ، أعني الدوامَ والاطِّرادَ ، وكان هو قد حكاه قبل ذلك . وأتى بهذه الجملةِ الشرطيةِ تنبيهاً على أَنَّ حالَهم في المستقبلِ كحالِهم في الماضي . وقُرِىء " يُرَوْا " مبنياً للمفعول مِنْ أَرى .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.