المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{لِيَكۡفُرُواْ بِمَآ ءَاتَيۡنَٰهُمۡۚ فَتَمَتَّعُواْ فَسَوۡفَ تَعۡلَمُونَ} (55)

55- ذلك يحدث منهم لتكون عاقبة أمرهم إنكار فضلنا على ما أعطيناهم ، فتمتعوا - أيها الكافرون - بما لا تؤدون حق شكره ، فسوف تعلمون عاقبة الكفر .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{لِيَكۡفُرُواْ بِمَآ ءَاتَيۡنَٰهُمۡۚ فَتَمَتَّعُواْ فَسَوۡفَ تَعۡلَمُونَ} (55)

ثم توعدهم قائلا : { فَتَمَتَّعُوا } أي : اعملوا ما شئتم ، وتمتعوا بما أنتم فيه قليلا . { فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ } أي : عاقبة ذلك .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{لِيَكۡفُرُواْ بِمَآ ءَاتَيۡنَٰهُمۡۚ فَتَمَتَّعُواْ فَسَوۡفَ تَعۡلَمُونَ} (55)

وقوله : { ليكفروا } ، يجوز أن يكون اللام لام الصيرورة ، أي : فصار أمرهم ليكفروا ، وهم لم يقصدوا بأفعالهم تلك أن يكفروا ، ويجوز أن تكون لام أمر على معنى التهديد والوعيد ، كقوله : { اعملوا ما شئتم }{[7342]} [ فصلت : 40 ] . والكفر هنا يحتمل أن يكون كفر الجحد بالله والشرك ، ويؤيده قوله : { بربهم يشركون } ، ويحتمل أن يكون كفر النعمة وهو الأظهر ، لقوله : { بما آتيناهم } ، أي : بما أنعمنا عليهم ، وقرأ الجمهور { فتمتعوا فسوف تعلمون } ، على معنى قل لهم يا محمد ، وروى أبو رافع عن النبي عليه السلام : «فيُمتعوا » ، بياء من تحت مضمومة . «فسوف يعلمون » ، على معنى ذكر الغائب ، وكذلك في الروم{[7343]} ، وهي قراءة أبي العالية ، وقرأ الحسن : «فتمتعوا » ، على الأمر . «فسوف يعلمون » بالياء على ذكر الغائب ، وعلى ما روى أبو رافع يكون «يمتعوا » ، في موضع نصب عطفاً على «يكفروا » ، إن كانت اللام لام كي ، أو نصباً بالفاء في جواب الأمر ، إن كانت اللام لام أمر ، ومعنى التمتع في هذه الآية بالحياة الدنيا التي مصيرها إلى الفناء والزوال .


[7342]:من الآية (40) من سورة (فصلت).
[7343]:في قوله تعالى في الآية (34): {ليكفروا بما آتيناهم فتمتعوا فسوف تعلمون}.